الألباب المغربية/ رشيد اخراز- جرادة
إذا كنا نبحث فعلاً عن تنمية عادلة ومستدامة بمدينة جرادة، فإن الطريق واضح ولا يحتاج إلى مزيد من التنظير أو الشعارات الفضفاضة. التنمية تبدأ من الميدان، من الأزقة الموحلة، من الأحياء المهمشة، من المستشفى الذي يفتقر لابسط الخدمات ، ومن المدارس التي تفتقر إلى أبسط شروط الكرامة.
على المسؤول أن ينزل إلى أرض الواقع، لا أن يكتفي بالجلوس خلف المكاتب المكيّفة وصياغة تقارير وردية لا تعكس سوى الوهم.
جرادة لا تحتاج إلى صور بروتوكولية ووعود انتخابية متكررة، بل إلى قرارات جريئة تعالج الاختلالات العميقة.
السكان لم يعودوا بحاجة إلى خطابات معسولة، بل إلى أفعال ملموسة: تشغيل حقيقي يضمن الكرامة، صحة تحفظ الحق في العلاج، تعليم يصنع الأمل، وبنية تحتية تنهي معاناة التنقل والعزلة.
جرادة اليوم أمام مفترق طرق بوجود مسؤولين جدد إما أن تتحول إلى نموذج حقيقي للتنمية العادلة والمستدامة عبر إرادة سياسية صادقة، أو تبقى رهينة وعود جوفاء وقرارات تُصاغ في مكاتب مغلقة لا ترى حجم الألم ولا تسمع صوت المواطنين.
الساكنة تقول بوضوح: كفى من سياسة الاستماع عن بُعد، نريد من المسؤول أن يلمس معاناتنا على أرض الواقع لا أن يقرأها في التقارير!