الألباب المغربية – يوسف خاي
اشتهر العرب قديما بعدة صفات، أبرزها مكارم الأخلاق، لكن في السنوات الخوالي وحتى وقتنا هذا أضحت تشنف مسامعنا ألفاظا قدحية تشمئز منها النفوس، كلمات مقززة تطمس خصلة الحياء التي تحسب على العرب، بحيث أصبح الكل كبارا وصغارا، نساءا ورجالا، يتلفظون بكلمات نابية وكأنها لغة الضاد التي يعتمدها الجميع في حيواتهم.
نعم… ذهبوا وذهبت أخلاقهم التي ورثوها عن السلف، فلا يخلوا شارع أو زقاق من ألفاظ ذميمة فأصبحت لسان حال بعض الأشخاص، وامتزجت بنمط العيش المعتاد دائما لنصبح مجبرين على سماعها سواء في خصام أو في حوار، هو سلوك دخيل على ديننا وأخلاقنا كمسلمين، نتمتع بحرية مطلقة لكن دون تجاوز الخطوط الحمراء التي لم يعد لها مكان في هذا العصر.
من الطبيعي… عندما تضمحل الأخلاق وتتلاشى، تنتج هذه الفوضى في التصرفات، فتلغى الحواجز وتنسلخ الشخصية من ذاك الاحترام المطبق عليها لتبدو النفوس مريضة، وهو من أخطر الأمراض في المجتمعات، بحيث يحتاج إلى سنوات طوال لعلاجه، طبعا… ما نلاحظه في حياتنا كمغاربة هو تحصيل حاصل، للتربية الأسرية التي تبدأ في البيت وداخل الأسرة، حيث تعتبر المدرسة الأولى للأجيال، ونتاج محصولها هو ما نحصده من فساد الأخلاق وانحلالها، ومن الصعب أن نرمم ما ضاع في سنوات.