الألباب المغربية/ محمد الدريهم
تبعا لمقالنا المعنون “بحيرتا إيسلي وتيسلايت بإملشيل مهددتان بافتتاح منجم للنحاس وإقامة مستودع بالمنطقة”، فقد علمنا من مصادر عليمة بالموضوع أن المشروع الصيني المعني ; الخاص بفتح وتشغيل منجم فضة في منطقة الجماعة الترابية لبوزمو – قيادةإيميلشيل – والذي يتوفر على جميع التراخيص اللازمة، يقع خارج تراب المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي، حيث لا يشكل أي خطرا بيئي على المنتزه والبحيرتين جراء عملية التعدين المعنية، وأن طلب إقامة مستودع لعملية التعدين المذكورة بالقرب من بحيرة تيسلايت قد تم رفضه بكل بساطة وحظره من طرف السلطات العمومية، كما تم حظر جميع الأنشطة المماثلة الأخرى المحظورة بالفعل داخل المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي، الذي يعتبر موقع تيسلا يتوإيسلي جزء لا يتجزأ منه.
هذا و قد كشف رشيد أبو الوفا، المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة درعة تافيلالت، في تصريح للجريدة، عن توقيع اتفاقية شراكة هامة تهدف إلى تهيئة المناطق الرطبة لبحيرتي إيسلي وتيسليت – المصنفة كموقع من مواقع رامسار منذ يوم 15 يناير 2005، بمبلغ إجمالي قدره 593.614.00 24 درهم وذلك ما بين المديرية العامة للشؤون القروية بوزارة الداخلية، والوكالة الوطنية للمياه و الغابات, الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والمديرية الجهوية للبيئة والمجلس الإقليمي لميدلت والمجلسين المنتخبين للجماعات الترابية لإملشيل وبوزمو وجمعية أخيام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الهدف من مشروع اتفاقية الشراكة هذه هو إعادة تأهيل منطقة إيسلي تيسليت الرطبة بالمنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي خلال الفترة الممتدة من 2024 إلى 2026، وذلك بهدف جعل هذه المناطق أكثر جاذبية للسياح وتعزيز القيمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية للبحيرتين، والمساعدة على تلبية احتياجات السكان المحليين والزوار من المناطق الخضراء للراحة والاستجمام وفقًا للمعايير المعترف بها دوليًا; الرفع من مستوى الوعي بين السكان المحليين والزوار والمجتمع المدني بأهمية المناطق المحمية ودورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي والحيواني، والحفاظ على هذه المحميات نظراً لأهميتها العالمية، وأخيراً حماية منطقة البحيرتين من التعرية وتدهور التربة.
هذا وقد أكد رشيد أبو الوفاء، بإن الالتزامات التي صادقة عليها الوكالة الوطنية للمياه والغابات في إطار اتفاقية الشراكة هذه، والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية 14.130.000.00 درهم. تتعلق بتمويل عمليات تهيئة التربة وتوريد المزروعات اللازمة لعمليات التشجير؛ وتنفيذ عمليات التشجير؛ وسقي المزروعات طوال فترة أعمال التشجير، وتوريد الإطار اللازم لإنجاح عمليات الصيانة بعد التشجير، وتنفيذ عمليات مراقبة ومكافحة انجراف التربة على ضفاف البحيرتين; تمويل عمليات التنمية السياحية والبيئية بالبحيرتين والإشراف عليها؛ وتثقيف الزوار وتوعيتهم بالأهمية البيولوجية والبيئية للبحيرتين؛ ووضع برنامج للتربية البيئيةفي مراكز التوجيه بالبحيرتي تيسليت وإيسلي؛ وأخيراً، استعادة المناطق المشجرة بعد الانتهاء من أعمال إعادة التشجير.
من جهتها، تعهدت المديرية العامة بوضع الأراضي السلالية تحت تصرف الشركاء لتنفيذ مختلف العمليات التي يشملها المشروع، فيما ستترأس عمالة إقليم ميدلت لجنة التنسيق والمتابعة والتقييم، مما يساعد على تعزيز الإشراف على عمليات التشجير وصيانتها, ورفع مستوى الوعي العام بأهمية الأراضي الرطبة ودورها في حماية النظم البيئية والإشراف على عمليات استعادة المناطق المشجرة في نهاية عمليات التشجير، فيما سيساهم مجلس إقليم ميدلت في تمويل المشاريع التي تغطيها الاتفاقية (2.500.000,00درهم)، لتعزيز مراقبة وصيانة المغروسات وتوعية الرأي العام بأهمية الأراضي الرطبة ودورها في حماية النظم الإيكولوجية، فيما ستساهم الجماعة الترابية لكل من إملشيل وبوزمو في مراقبة وصيانة المغروسات (300.000.00 درهم لكل ماحدةمنهما) وتوعية الرأي العام بأهمية الأراضي الرطبة ودورها في حماية النظم الإيكولوجية.
من جانبها، ستساهم الوكالة الوطنيةلتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، في تمويل المشاريع التي تغطيها الاتفاقية (4,300,000,00 درهم) وفي الدعم التقني والإشراف على الأعمال المتعلقة بتنفيذ المشاريع المذكورة، كما سيساهم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي في تمويل المشاريع (700.000,00 درهم) وسيقوم بحفر بئرين في كل من إيسلي وتيسليت، وستقدم المديرية الجهوية للبيئة الدعم المالي للمشاريع (2.000.000.00 درهم) وستساعد في مكافحة جميع المضايقات البيئية في منطقة بحيرتي إيسلي وتيسلايت. وأخيراً، التزمت جمعية أخيام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ببناء حواجز ميكانيكية لمكافحة انجراف التربة على ضفاف بحيرة تيسليت ووضع سياج لحماية المناطق الخضراء بالموقع، بمبلغ إجمالي قدره 363,615,00 درهم.