بحاجي على “رادار” أخنوس..واش من عار عليكم يا رجال مكناس ؟

الألباب المغربية/ محمد عبيد
هل صدق حدس سيدي عبد الرحمان المجدوب حين كان أن تنبأ بما يحصل لمدينة مكناس حاليا من تهميش واحتقار، ذلك وقت عبر قيد حياته قبل 525 سنة من الٱن عن حسرته لمستقبل مدينة مكناس، وذاكرا أنه سيأتي عليها زمان بأناس غرباء سيطمسون معالم ما بناه السلف، سيغيرون دوران عجلتها التنموية إلى الوراء، وقائلا: إلى كذبتوا المجدوب! دابا ايطول الزمان أو تشوفوا؟!!….
وهذا ما يلاحظ حاليا، حيث مكناس تئن وتستصرخ مما يحصل لها من تهميش واحتقار لأصالتها العريقة الخالدة في عمق التاريخ….!! إن وضعية تصفها فعاليات مكناسية
بالكارثية أمام استهتار المسؤولين وعدم كفاءتهم، وفي استقراء لرأي ناس مكناس أفادت فعاليات مجتمعية محلية أنه كان هناك إجماع على ضرورة الإحتجاج على طريقة التسيير الكارثية للمدينة بمناسبة عقد دورة أكتوبر لجماعة مكناس، ودعت جميع فعاليات المجتمع المدني المكناسي من جمعيات، وداديات وكل الغيورين على مصالح ناس مكناس من أجل التنسيق للتحضير لوقفة احتجاجية يوم الجمعة 6 أكتوبر أمام مقر اجتماع المجلس البلدي بمركب وزارة الأوقاف.
هذا في خضم ما تعرفه جماعة مكناس برئاسة التجمعي جواد بحاجي من تصدعات إن داخل مجلسه الجماعي أو خارجه نتيجة ما شاع عن كيفية تدبير وتسيير الجماعة بعشوائية وما تعيش عليه المدينة من تدبدب في جل الخدمات العمومية ومن ضعف روافع التنمية بالمدينة ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية في نفس الآن، وما يرافق هذه الحالات من غياب لنجاعة التدبير والتخطيط الاستراتيجي داخل الجماعات الترابية.. ولعدم اهتمامه بملفات مهمة تعود لشركات من شأنها النهوض بالوضع التنموي لمكناس… وكذلك في غياب الرؤية في تدبير قضايا ذات أهمية اجتماعية واقتصادية سواء تعلق الأمر بالاستثمار، أو بسوق الخضر، أو بالتدبير المفوض للمجال البيئي أو النقل الحضري، أو بجمالية المدينة، أو بالإنارة العمومية، أو بالبنيات الطرفية، أو بالشرطة الإدارية، أو بتحرير الملك العام المحتل بطرق غير قانونية، أو بالتنظيم المؤسساتي للقطب الإداري…ولتشهد جماعة مكناس نكسة غير مسبوقة في التسيير، أدت إلى توقف مشاريع تنموية تهم مصلحة ساكنة مكناس، فضلا عن لجوء الرئيس إلى مقاضاة المستشارين والأصوات المنتقدة لمهامه المتدبدبة.
وهو ما نتج عنه فشل المجلس بأغلبيته “النسبية” في المصادقة على أول مشروع ميزانية للمجلس برسم السنة المالية 2023… خاصة إذا علمنا أن مكونات المجلس الجماعي كانت قد عبرت فور انصرام السنة الأولى من ولاية المجلس الحالي عن تذمرها من التسير غير العادي للجماعة، حيث تم وضع الرئيس جواد بحاجي في قفص الاتهام المباشر لكثرة تغيباته عن المدينة والاستهثار بهمومها وهموم الساكنة، وهو ما كان أن أدى إلى تسجيل بلوكاج عانت منه الجماعة خلال سنتها الثانية من ولايتها حيث لم يعد لبحاجي من أغلبية التي كانت مشكلة من أغلب إخوانه في الحزب والذين انقلبوا عليه ليلتحقوا بطابور المعارضة (53 عضوا من مجموع 61 عضوا).. ولترفع شعار سحب الثقة وبمقاطعة الدورات كأسلوب احتجاجي على شل حركة المدينة ورفض التصويت على الميزانية وفشل كل المحاولات الهادفة إلى تجاوز هذه الأزمة.
البلوكاج الذي اضطر معه عبد الغني الصبار، عامل إقليم مكناس إلى التدخل في موضوعه لتصفية الأجواء وتجاوز الخلافات والحد من الاحتقان، لحل المشكل وتهدئة الأوضاع بين أعضاء المكتب المسير والمعارضة، وكذلك لرأب الصدع بين مكونات المجلس ورئيس الجماعة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، بهدف الوقوف على مصلحة الساكنة المكناسية، وتنمية مجالها الحضري والقروي، إلا أن هذا الاجتماع لم يتوصل إلى أي نتيجة.
وليستمر الاحتقان بمجلس جماعة مكناس، وأدت نتيجته إلى سحب الثقة من رئيس جماعة العاصمة الإسماعيلية، جواد بحاجي، رغم تدخل عامل عمالة مكناس لتهدئة الأوضاع.
قلاقل رافقت العمر القصير لولاية جواد بحاجي على رأس جماعة مكناس منها ما كان أن انفضحت مع بدايتها من إثارة لشبهات ترددت على اوسع نطاق بين المهتمين بالشان المحلي منها قضية المتاجرة بالمناصب عند تشكيل المجلس الجماعي وما لاكته الالسن في المجالس الخاصة وكذا العامة من المطالبة بما يناهز 50 مليون سنتيم للحصول على منصب متقدم في لائحة بحاجي، فضلا عن عما تم تداوله من مساومة لا تقل عن 30 مليون سنتيما لأجل الحصول على مهمة التفويض ..
غضب عدد من المستشارين بمجلس بحاجي لم يبق محصورا داخل الجماعة أو المجالس العمومية بل تم تداوله على اوسع نطاق في منصات السوشيال ميديا ذلك حين دون المستشار
زكرياء بقدير على صفحته الفايسبوكية مجموعة من الأسئلة الكتابية التي وجهها الى رئيس المجلس الجماعي لمكناس يسائله فيها عن مآل بعض قضايا قطاع التعمير إلى جانب قضايا ضعف الإنارة العمومية، والملك العمومي، وقطاع الثقافة والرياضة، والتفويضات والمسابح، والغراسة، ومشروع تهيئة شارع فريد الانصاري..كل ذلك في إطار ممارسة أدوار الرقابية وفق ما تتيحه مقتضيات القانون التنظيمي 113.14 في المادة 46 من هامش للمنتخبين خارج أعضاء المكتب.. في إطار ممارسة أدوار الرقابية وفق ما تتيحه مقتضيات القانون التنظيمي 113.14 في المادة 46 من هامش للمنتخبين خارج أعضاء المكتب..
ويظهر ان هذاالواقع المؤسوف له الذي تعيش عليه جماعة مكناس قد نال من انشغال رئيس حزب التجمع الوطني الأحرار عزيز اخنوش الذي في ٱخر اجتماع لأعضاء المكتب التنفيذي لحزبه أثناء مناقشة وضعية بعض المحسوبين على الحزب من رؤساء بعض المدن وهو يشتشيط غضبا: “طويو عليا الصفحة”، وهي العبارة التي فسرتها بعض المصادر برفع أخنوش الوزير البطاقة الحمراء في وجه بعض المسؤولين الرئيسيين للشؤون المحلية ببعض العمالات والأقاليم من بينهم جواد بحاجي، رئيس جماعة مكناس إلى جانب آخرين منهم عمدة الرباط “أغلالو” و”البوعناني” رئيس جماعة القنيطرة، و”البقالي” عمدة فاس.. وأن الاشارة تفيد بدعوة غير صريحة لهؤلاء لاختيار إما “تقديم الاستقالة ” أو انزال “العزل” طبقا المساطر القانونية!؟…
وفي انتظار دورة أكتوبر 2023 التي من شأنها أن تكون دورة حارقة، تبقى مكناس في كف عفريت نظير النكسة غير المسبوقة في التسيير، التي تعيش عليها جماعة مكناس في ظل تعطيل مشاريع تنموية تهم مصلحة ساكنة مكناس… وبالتالي تستحضر من جديد مقولة الشيخ سيدي قدور العلمي:”آش من عار عليكم يارجال مكناس؟”.