الألباب المغربية – محمد عبيد
“زيد عليها الماء حتى هو يومان وحنا بلا ماء غير خيط ديال الماء اكثرية ناس لي ساكنين فالفوقي”
*دايرين يدهم مع الشفارة انا البارح دخل عندي شفار* (تعليق لسيدة تعيش فقط رفقة ابنها الصغير)
*”أنا استعمل الاكسيجين 24/24 وكما انقطع التيار علي بالمستشفى”(مواطن ازروي -رشيد داندان، يعاني من ضيق التنفس ويضطر الاستعانة بانبوب تنفسي)
هي بعض من فيض عدد من التدوينات والتعاليق المثارة هذه الصبيحة على منصة التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) لمواطنات ومواطنين من بين عموم سكان مدينة أزرو الذين يتساءلون عن اسباب تكرار انقطاع التيار الكهربائ بشكل مفاجئ عن المنازل والمساكن خاصة وأنه في ظرف عشرة أيام الأخيرة يسجل وقوع هذه العملية التي جعلت المدينة تعيش في ظلام دامس وبدون سابق انذار مما نتج عنه ارتفاع الأصوات المنددة باللامبالاة المسؤولين بالمكتب الوطني للكهرباء بآزرو واستهتارهم بمصالح الزبناء…
وأرجع عدد من المواطنين والمتتبعين أسباب انقطاع التيار الكهربائي بالأساس إلى رداءة وتهالك المحولات والأسلاك الكهربائية..
انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وإن كانت ليست بالحديثة هذا الصيف بل تعود لسنوات خلت وتعددت خلالها بشكل مثير عمليات الانقطاعات، فإنها من جهة أخرى وبحسب ما تناقله بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي سبب خسائر مادية لدى بعض التجار الذين لا يستطيعون الحفاظ على موادهم الغذائية داخل الثلاجات وللمقاهي وباعة اللحوم، فضلا عما خلفه من تنديد شعبي كلما حصل انقطاع التيار الكهربائي يستغرق عدة ساعات في اليوم، إلى جانب ما تعانيه بعض المستشفيات والمساجد من هذه المشكلة لعدم تمكنها من تشغيل المكيف الهوائي للحد من معاناتهم بفعل ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت في بعض الأحيان إلى 40 درجة مئوية…
عن هذه النازلة قال أحد المواطنين (م.ب): ” اعتقد أن هناك تماسا لم تستطع تحمل ثقل الإنارة أو تقطع ما من الكابلات.. هكذا ينقطع التيار الكهربائي، إما تماس كهربائي كبير لم يستطع تحمل عبأ الإنارة.. إذا كان هناك تماس كبير أو تقطع فالإدارة تضطر لقطع الكهرباء، وهناك احتمالات أخرى لسبب خفي وراء انقطاع تيار الكهرباء على المدينة لأشياء سياسية (مرور شيء في الليل).. هذه هي الحالات المحتملة…وانقطاع الكهرباء تسمى قوة قاهرة لا تعتبر جريمة Force majeure قوة قاهرة..لكن مع تقدم العلم على الإدارة أن تتفادى انقطاع الكهرباء لأن الآن كل شيء مدروس بتدقيق، ولن نقول قوة قاهرة بل إهمال”.
ويستغرب السكان كيف أن واجبات استهلاك الكهرباء تعرف ارتفاعا صاروخيا مما يعني أن المكتب الوطني للماء والكهرباء يدخر ميزانية مهمة في المقابل لا يقدم خدمات مضمونة للتزود بالمادة، وكيف أنه غير قادر على القيام باستثمارات جديدة لحل مشكلة انقطاع الكهرباء بشكل نهائي، مكتفيا بسياسة الترقيع كل حين؟ إذ يسجل المتتبعون أن الإدارة المعنية لم تستثمر في مجال الكهرباء منذ إحداث شبه محطة للتزود بالكهرباء ومنذ عقود من الزمان، وبالتالي من الطبيعي أن تعاني اليوم من مشاكل تزويد كافة مناطق المدينة بهذه المادة مما يتطلب معه برمجة فورية لبناء محطة للتزود والدفع بالتيار الكهربائي القوي مادمت المحطة الحالية أمام تقادمها وعدم تجهيزها بالضروريات للقيام بمهمتها الكاملة لا تسعفها الظروف لأداء مهمتها بشكل منضبط وبالتالي تساهم في تأزم الوضعيات سواء لدى المواطن أو المستخدم بالمؤسسة ذاتها…
وفي هذا الصدد تستعد فعاليات مجتمعية لتنظيم وقفات احتجاجية امام وكالة المكتب الوطني للكهرباء بمدينة ازرو، حيث أعلنت جمعية حي القشلة للتنمية الاجتماعية والمحافظة على البيئة والتواصل بمدينة آزرو عن عزمها تنظيم وقفة احتجاجية صبيحة يوم غد الجمعة 25غشت الجاري.
ويطالب سكان آزرو من المكتب الوطني للكهرباء ومن سلطات المدينة والإقليم التدخل لوضع حد لهذه الوضعية المتفاقمة دون إدراك لمعيقاتها وتصحيحها التصحيح الأمثل والمسؤول.
تجدر الإشارة إلى أن واقع الكثافة السكانية بمدينة أزرو يستدعي التفكير في إضافة مولد كهربائي آخر لتفادي تكرار حالة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مراعاة لحقوق ومصالح الساكنة.
وتزيد معاناة الساكنة الأزروية مع قطاعات خدماتية حين يقفون على ضعف الصبيب للماء الصالح للشرب والذي أجج غضب عدد من المواطنين الذي استنكروا عبر تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، انقطاع الماء الصالح للشرب تزامنا مع موجة الحرارة التي تعرفها المدينة.. إذ نشر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي عشرات التدوينات الفيسبوكية للتعبير عن تذمّرهم واحتجاجهم على المصالح المعنية، بعدوقوفهم ومعاناتهم على ضعف الصبيب بالنظر إلى الحاجة الملحة للماء الصالح للشرب خلال الفترة الصيفية.. كما تساءل عدد من المتضررين عن سبل التعامل مع الحاجات البيولوجية للإنسان في غياب الماء، ومدى قدرة جميع السكان على شراء هذه المادة الحيوية بكميات كبيرة للشرب والاستحمام والنظافة وغسل الملابس…
وجاء في إحدى التدوينات أن “درجة الحرارة في آزرو بلغت 42 درجة والماء مقطوع بدون سابق إنذار، وإن كان مفتوحا فالمعاناة لا تختلف حيث ضعف وشح الصبيب، والمشهد أصبح مألوفا، في حين ارتفاع فاتورات الاستهلاك وإن احتججنا يكون الرد:”خلص ومن بعد سيرْ تسْكي (اذهب لتسقي)”، ليُعلّق آخر بالقول إن “حال ناس آزرو مع الماء الصالح للشرب في منطقة تشتهر بوفرة منابيع ومجاري المياه أصبح يدمي القلب”.
ليس غضب ساكنة مدينة ازرو بسبب انقطاع الماء او ضعف الصبيب فقط، بل أيضا بسبب ما وصفه عدد من المتحدثين لموقعنا ل”عدم اكتراث المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمدينة، والذي لم لم يصدر منه أي بلاغ لتوضيح الأسباب الكامنة وراء الانقطاع او هذا الضعف للصبيب أو حتى لإخبار سكان المدينة بضرورة ادخار كميات من الماء تحسبا لأي طارئ.
ويذكر أنه منذ سنتين بالضبط من الآن وفي مثل هذا الشهر غشت كان أن أعلن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب عن تقوية تزويد مدينة آزرو التابعة بإقليم إفران بالماء الصالح للشرب بإطلاق الثقب رقم 1548/22بصبيب قدره 40 لترا في الثانية، وكذلك بوضع 10 كلم من القنوات بأقطار تتراوح مابين 259 و315 ملم، إذ خصص غلاف مالي للقيام بهذه العملية قدره 19,9مليون درهما بتمويل من البنك الدولي للاستثمار.
هذا، وفي انتظار رد فعل كل من الإدارتين المحليتين للمكتب الوطني إن للكهرباء أو للماء الصالح للشرب، يدعو المواطنات والمواطنين الجهات المسؤولة بالعمل على إيجاد حل لمعضلات الانقطاعات الكهربائية المتكررة من حين لآخر من حهة، ولضعف صبيب الماء الصالح للشرب من جهة أخرى، سيما في غياب التواصل إن اجتماعيا أو مجتمعيا أو إعلاميا، حيث اجتهدنا في البحث والتوصل بتوضيحات في الموضوع لم تبالي بها الإدارة وكأنها تعمل بالمقولة الشعبية”ما على مريضها باس!”.. لا تقبل الحوار والتواصل إلا عند نقطة واحدة:”خلص وسير تشكي!” ما مساليينش مهمتنا جمع الفلوس!”.