الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
يشكل اليوم العالمي للاجئين، الذي يخلد في 20 يونيو من كل سنة، في حد ذاته مرافعة لفائدة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، من أجل التحسيس بحقوقهم واحتياجاتهم أينما كانوا.
ففي كل دقيقة يضطر 20 شخصا إلى التخلي عن كل شيء هربا من الحرب أو الاضطهاد أو الإرهاب، ولكن هناك أنواع مختلفة من الأشخاص النازحين في العالم.
ويتم التركيز في سياق تخليد اليوم العالمي للاجئين في سنة 2024 على التضامن مع هؤلاء الأشخاص، وذلك تحت شعار “من أجل عالم يرحب باللاجئين”.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن “إظهار التضامن يعني إبقاء أبوابنا مفتوحة، والاعتراف بإمكانات اللاجئين وإنجازاتهم، والتفكير في التحديات التي يواجهونها”.
كما ينطوي التضامن مع الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم على ضرورة البحث عن حلول لأوضاعهم من خلال العمل، على وجه الخصوص، على وضع حد للنزاعات لكي يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم بأمان، وضمان أن تتاح لهم الفرصة لإعادة بناء أنفسهم داخل المجتمعات التي استقبلتهم، وتزويد البلدان المضيفة بالموارد التي تحتاجها لمساعدة اللاجئين.
وهكذا، يسلط اليوم العالمي للاجئين الضوء على حقوق هؤلاء الأشخاص واحتياجاتهم وأحلامهم، والمساهمة في توعية الطبقة السياسية وتعبئة الموارد حتى لا يتمكن اللاجئون من البقاء على قيد الحياة فحسب، بل من تطوير ذواتهم أيضا.
وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقريرها السنوي، إلى رقم قياسي في عدد النازحين قسرا في العالم الذي بلغ في نهاية أبريل الماضي 120 مليون شخص.
ووصل عدد النازحين، في نهاية السنة الماضية، 117.3 مليون شخص، أي بزيادة نحو 10 ملايين شخص مقارنة بالسنة التي قبلها، مسجلا بذلك 12 عاما متتاليا من الارتفاع في العدد.
ومن بين مجموع عدد اللاجئين في العالم سنة 2023، كان هناك 68.3 مليون شخص نازح داخل بلدانهم، في حين ارتفع عدد اللاجئين وغيرهم من الأشخاص الذين يحتاجون للحماية الدولية إلى 43.4 مليون شخص.
ووفقا لمركز رصد النزوح الداخلي، فقد أدت النزاعات والكوارث إلى ارتفاع عدد النازحين داخليا إلى رقم قياسي بلغ 75.9 مليون شخص بحلول نهاية سنة 2023، مقابل 71.1 مليون شخص مع نهاية سنة 2022.
ويشكل العنف والنزاعات السببان الرئيسيان للنزوح القسري (68.3 مليون شخص)، بينما أجبرت الكوارث 7.7 مليون شخص على الفرار والاستقرار في أماكن أخرى.
وقد تم الاحتفال باليوم العالمي للاجئين لأول مرة في جميع أنحاء العالم في 20 يونيو 2001، لتخليد الذكرى الخمسين لاتفاقية 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين. وكان يُعرف في البداية باسم اليوم الافريقي للاجئ، قبل أن تعلنه الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا يوما دوليا في دجنبر 2000.
وشرعت الأمم المتحدة منذ سنة 2001 في تخليد اليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو من كل سنة من أجل تسليط الضوء على معاناة اللاجئين، الذين ما فتئ عددهم يتزايد كل سنة بفعل تصاعد بؤر التوتر عبر العالم.
وتنطبق صفة “لاجئ”، بحسب اتفاقية 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، على كل “شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد”.