الألباب المغربية/ بلال الفاضلي
لا حديث في هذه الأيام إلا عن أثمنة الأضاحي، ففي المقاهي وفي الصالونات لا يعلو صوت فوق الأثمنة التي تجاوزت حد المعقول، الأضحية التي كانت بالأمس القريب لا تتجاوز 2000 درهم، أصبحت اليوم بثمن 6000 درهم وقد تتجاوز ذلك أحيانا، “الألباب المغربية” تحركت اليوم بسوق المواشي بتمصلوحت ضواحي مراكش، فرصدت تذمرا جليا على وجوه المواطنين بعد الغلاء الفاحش الذي لم يسبق له مثيل حسب تصريحات المواطنين بالسوق السالف الذكر.
وحسب تصريح أحد المواطنين: “إن بقيت الأمور هكذا، المسكين لن يعيد هذا العام، وأضاف أنا في عمري 79 سنة، لم أعش هذا الغلاء، فحتى النعجة دارت القرون، فأصبح ثمنها يضاهي ثمن الخروف 70 ألف ريال، ففي رحبة البهائم هذا اليوم، بيع خروف سردي ب8500 درهم، هذا قليل من كثير حول ثمن الأضحية بمراكش، وما قيل عنها ينطلي على جل المناطق المغربية.
الكل أصيب بالذهول، وأصبح فريسة صائغة بيد “الشناقة” الذين باتوا يعتون في الأسواق فسادا دون حسيب ولا رقيب أمام أعين السلطات، فأين هي تصريحات وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ؟ حول، العرض يضاهي الطلب، وأين هي الأغنام المستوردة ؟ المال العام، ذهب أدراج الرياح، والمواطن، يعاني في الأسواق، الحكومة غائبة ولا احد يتحرك في الأسواق. وخلاصة القول، إن الوزارة المعنية منيت بهزيمة نكراء أمام ارتفاع أسعار الأضاحي بسبب سطوة “الشناقة”على الأسواق دون أن تكلف الوزارة نفسها عناء وضع إجراءات صارمة تخول للمغاربة شراء أضاحي العيد بأثمنة معقولة وتلغي العديد من الوسطاء الذين يلهبون الأسعار.
ويشار إلى أن وزير الفلاحة تخلى في وقت الذروة على المواطنين، وتركهم فريسة وضحية “الشناقة” مكتفيا بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، تتحدث كما أشرت إلى وفرة القطيع واستيراد رؤوس الأغنام من الخارج والتي بدورها تعرف ارتفاعا في الأسعار، رغم الدعم السمين المقدم للمستوردين من قبل وزارة الفلاحة.
وأمام هذا الوضع الكارثي، اضطر آلاف من المغاربة، إلى نهج أسلوب آخر لقضاء العيد حيث أصبحت الفنادق قبلة للمواطنين لقضاء العيد، مع الاكتفاء بشراء كيلوغرامات من اللحم قصد إدخال الفرحة الناقصة على أبنائهم الذين لا محالة سيحرمون من طقوس ذبح كبش العيد هذه السنة بسبب الغلاء الفاحش.
فعلى الجهات المسؤولة التحرك إلى الأسواق، “الشناقة” يحصدون الملايين وينهبون جيوب المواطنين في واضحة النهار، على عينيك يا ابن عدي…