الألباب المغربية
تم اليوم الخميس 09 أكتوبر الجاري بالداخلة، تسليط الضوء على الدور الاستراتيجي للمبادرة الملكية الأطلسية في تعزيز الاندماج الاقتصادي الأفريقي وتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك خلال ندوة نُظِّمت في إطار المنتدى الاقتصادي المغربي الفرنسي.
وأبرزت هذه الندوة، التي نظمت تحت عنوان “المبادرة الملكية الأطلسية: رؤية استراتيجية وفرص تنموية”، مكانة الأقاليم الجنوبية للمغرب كمركز رئيسي للتنمية الاقتصادية الإقليمية، والاندماج الأفريقي، وخلق قيمة مضافة على المستوى القاري.
في هذا الصدد، أشار السفير محمد مثقال، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، إلى أن إفريقيا الأطلسية تزخر بفرص هائلة، حيث تمثل المنطقة 23 دولة، وتمثل 46% من ساكنة إفريقيا، و55% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة، و57% من التجارة الأفريقية.
وأكد مثقال أنه في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، لاسيما الأمن وتغير المناخ والتركيبة السكانية، فإن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تهدف إلى جعل هذه المنطقة قوة دافعة للاندماج الاقتصادي والازدهار المشترك.
وأوضح أنه في إطار تضامن المملكة الفعال مع الدول الأفريقية، تهدف الرؤية الملكية أيضًا إلى تمكين دول الساحل غير الساحلية من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مما يجعل الأقاليم الجنوبية فاعلًا جغرافيًا واقتصاديًا محوريًا في بروز هذا الساحل الأطلسي الساحلي.
وأوضح مثقال أن ثلاثة مشاريع رئيسية تُجسّد هذه الرؤية: خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، وميناء الداخلة الأطلسي، ومشروع تشييد البحرية التجارية، مُشيرًا إلى أن هذه المشاريع الكبرى ستُوفر منصةً تنمويةً لفائدة الشعوب الأفريقية.
من جانبها، سلّطت نسرين إيوزي، مديرة تهئية ميناء الداخلة الأطلسي، الضوء على الدور الاستراتيجي لهذه البنية التحتية، التي تُلبّي احتياجات قطاعات مُتعددة، مثل الطاقة المُتجددة والهيدروجين الأخضر.
وأضافت أن هذا المشروع يندرج في إطار مقاربة التعاون جنوب-جنوب، وينسجم تمامًا مع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، ويُسهم في إعادة هيكلة نوعية للناتج المحلي الإجمالي لجهة الداخلة وادي الذهب.
من جانبه، أشاد أوليفييه فانسون، المدير التنفيذي المسؤول عن أنشطة التصدير في Bpifrance، بالرؤية الملكية الاستراتيجية، واصفًا إياها بـ”المثيرة جدا للاهتمام”، ومؤكدا على دور الشراكات مع الفاعلين المغاربة في ربط وتمويل وتعزيز تدفقات الأعمال، مع وضع رواد الأعمال في قلب هذه الدينامية.
من جهته، أبرز المدير العام المساعد للوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، برتراند والكينير، الالتزام التاريخي للوكالة تجاه المغرب، البلد الرئيسي لعملياتها، بمشاريع جارية تتجاوز قيمتها 3.2 مليار يورو.
وأشاد بالتعاون مع صندوق الإيداع والتدبير، ومواءمته مع النموذج التنموي المغربي الجديد، القائم على ثلاثة محاور، تتمثل في تنمية الرأسمال البشري، والبنية التحتية، والرأسمال الطبيعي.
وأكد والكينير على مساهمة الوكالة في التكوين المهني، والتنقل الحضري المستدام، وإدارة الموارد الطبيعية، مسلطًا الضوء على أثرها على التنمية الاقتصادية المشتركة بين المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء.
وفي ختام الأشغال، قام المشاركون في المنتدى الاقتصادي المغربي الفرنسي بزيارة ميدانية إلى موقع بناء ميناء الداخلة الأطلسي، حيث اطلعوا على تقدم أشغال هذا المشروع الهيكلي وإمكانياته كرافعة رئيسية للتنمية الاقتصادية واللوجستية في الأقاليم الجنوبية.
يهدف هذا المنتدى، الذي ينظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) وحركة مقاولات فرنسا (MEDEF)، من خلال نادي أرباب العمل فرنسا المغرب، إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية، وتحديد أوجه تآزر جديدة بين مجتمعي الأعمال المغربي والفرنسي.