الألباب المغربية/ زينب دياني
في خطوة تاريخية طال انتظارها، أثبت المغرب من جديد أنه بلد الصبر، والحكمة، والرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى. فبعد عقود من النزاع المفتعل حول صحرائه، استطاع أن يفرض الحل الواقعي والمنطقي الذي طالما دافع عنه – الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية – ليصبح اليوم الحل النهائي والمعترف به دوليًا لإنهاء هذا الملف الذي طال أمده.
لقد انتصر المغرب ليس فقط على خصوم وحدته الترابية، بل على أكاذيب وأوهام “البوليساريو” وداعمتها الجزائر، اللتين حاولتا طيلة نصف قرن عرقلة مسار التنمية والاستقرار في المنطقة. غير أن الدبلوماسية المغربية الذكية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، نجحت في كسب معركة الشرعية، ومعركة التنمية، ومعركة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
من واشنطن إلى مدريد، ومن باريس إلى عواصم إفريقيا وأمريكا اللاتينية، تتوالى الاعترافات والدعم القوي للمبادرة المغربية، باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق والضامن للاستقرار في المنطقة. في المقابل، تراجعت أطروحات الانفصال التي لم تعد تجد من يصدقها، بعدما انكشفت حقيقتها للعالم بأنها أداة سياسية تخدم أجندات جزائرية بحتة، لا علاقة لها بحقوق الشعوب ولا بمبادئ تقرير المصير.
إن اعتماد الحكم الذاتي كحل نهائي هو انتصار للشرعية والواقعية والحكمة المغربية، ورسالة واضحة مفادها أن المغرب لا يساوم على وحدة ترابه، وأنه ماض بثقة نحو المستقبل، منخرط في مشاريع تنموية كبرى تشمل كل أقاليمه الجنوبية التي أصبحت اليوم نموذجا في البناء والتحديث والاستثمار.
لقد آن الأوان للجزائر أن تعي أن زمن المناورات قد انتهى، وأن العالم اختار الاستقرار لا الصراعات. فالصحراء مغربية بحكم التاريخ، وبالشرعية القانونية، وبالبيعة والارتباط الروحي والوجداني الذي لم ينقطع يومًا بين العرش والشعب في تلك الربوع العزيزة.
وفي الختام، يمكن القول إن المغرب طوى صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من العزة والسيادة والاعتراف الدولي، مؤكداً أنه لا مكان للانفصال ولا رجعة إلى الوراء. لقد انتصر صوت الحكمة على صوت الحقد، وانتصر مشروع البناء على مشروع الهدم، وانتصر المغرب على كل من أراد به شرا.