الألباب المغربية/ مريم شتيوي
لا شك أن المواطنة الحقة لا تقتصر فقط على الحقوق، وإنما هي أيضا واجبات تُفرض علينا.. ملتزمون جميعا بها، حتى نرتقي جميعا بهذا الوطن الغالي إلى القمة.
فإذا كان من الواجب أن توفر لنا المرافق العمومية كالحدائق والملاعب وجميع مستلزمات الحياة.. لنمارس حياتنا طبيعية ودون أن يتغافل في كل هذا عن تجهيز هذه المرافق بسلات القمامة.
كما أن هذا لا يعطينا الحق كمواطنين بأن نخربها ونُلَوثها، فهاته المرافق هي مِلْك عمومي لنا جميعا بغيَة الاستفادة منها، وصراحة ينتابني شعور بالأسى حين أرى هاته المرافق التي شُيدَت بأموال الشعب، تُلَوَث بالأزبال والقمامات، وإنْ كانت الدولة يصعب عليها مراقبة كل مواطن يُخَربُ أو يُلَوثُ المرافق العمومية بإلقاء القمامة أرضا وفي غير الأماكن المخصصة لها، فإِنَّ هذا لا يعطينا الحق بأن نكون مواطنين غير مسؤولين، فكما نحرص على نظافة منازلنا من الداخل وكما نحرص على نظافتنا الشخصية، علينا جميعا أن نحرص على نظافة مرافقنا العمومية وعلى نظافة شوارعنا وأزِقَتِنا، ومن واجبنا كذلك أن نُرَبِّي أبنائنا على احترام المرافق العمومية.
إن الدولة تُنفق ميزانيات مهمة من أجل إنشاء هاته المرافق، وعيا منها للدور الذي تلعبه الحدائق في الحفاظ على البيئة، ووعيا منها بدور ملاعب القرب في تعزيز النشاط البدني، وهي تقوم بكل هذا دون أن تنسى تهيئة الشواطئ لما لها من دور عند المواطن؛ ليستجم ويمارس هواياته الشاطئية، ولهذا فنحن مُلْزَمون كمواطنين بأن نكون شركاء من أجل التنمية التي نَنْشُدُهَا لهذا الوطن الغالي، وهذا ليس بالأمر الصَّعب أو المستحيل علينا.
حَبّذَا لو نضع كذلك نفايات المنازل في أكياس بلاستيكية مُحْكَمَة الإغلاق قبل إلقائها داخل الحاويات، فكما أنَّ النفس تبتهج برؤية كل ما هو جميل ونظيف، فإنَّ النفس أيضا تَشْمَئِزُّ من الروائح الكريهة ناهِيك عمَّا تُسَببه من تلوث. وقد تم وضع رقم أخضر من طرف المصالح المختصة حتى يتم التواصل معهم في حالة عدم وجود حاويات أو عدم كفايتها، وأيضا في حالة وجود أي استفسار أو طلب.
وأخيرا كلنا نفرح ونفتخر بحمل راية المغرب عاليا في مختلف المناسبات والتظاهرات، فلنكن جميعُنا مواطنين إيجابيين ومواطنين فاعلين حتى نُشَرِّفَ هذا الوطن، خصوصا أنَّنَا مقبلين على تظاهرات كبرى مِمَّا سيجعل أعين العالم تتجه صَوْبَنَا، فلندعهم يَرَوْنَ مغربا نظيفا وشعبا واعيا وراقيا، شعبا مبادرا وفاعلا، ولندعهم يَرَوْنَ أجمل ما فينا؛ خصوصا أن المغرب يطمح لِجَذْبِ المزيد من السياح ما سيخلق دينامية إقتصادية.
فبالتأكيد أننا شعب مُحِب وغيور على وطنه وهذا أمر لا شك فيه، كما كنا ولا زلنا شعب التضامن والكرم وحسن الأخلاق. وهذا ما سيجعلنا جميعا سواء مسؤولين أو مواطنين نسعى ونعمل جاهدين كل حسب موقعه حتى نرى هذا الوطن في أبهى الصورة. فَلنَتَحَل بالروح الإيجابية، ولْنَخض غِمَار التحدي بكل عزيمة وإصرار من أجل مغرب أفضل….