الألباب المغربية/ أبو رضى
تحولت قناة إعلامية بالمغرب إلى محور جدل واسع في المشهد الإعلامي المغربي بسبب ممارساتها المثيرة للانتقاد. تُوجه للقناة اتهامات عديدة باستغلال الإعلام كأداة لتصفية الحسابات الشخصية، حيث يُلاحظ اعتمادها على استهداف شخصيات معينة وتشويه صورتها أمام الرأي العام. هذه الممارسات، التي يصفها البعض بغير المهنية، تطرح تساؤلات جدية حول دور الإعلام في تعزيز النزاهة والمصداقية.
- قضية سعيد الناصري وفيلمه “نايضة”
من أبرز الأمثلة التي أُثيرت حول هذا الموضوع قضية الفنان سعيد الناصري وفيلمه “نايضة”. تعرض الناصري لهجوم حاد من قبل القناة، التي خصصت مساحات كبيرة من تقاريرها وبرامجها لانتقاد مستهدف للفيلم تحول لانتقاد شخصي بطريقة وصفت بأنها مبالغ فيها وغير بناءة. بينما يرى البعض أن الانتقادات تندرج ضمن حرية التعبير وإبداء الرأي، يعتبر آخرون أن القناة تجاوزت حدود النقد الفني، وركزت على النيل من شخصية سعيد الناصري بشكل شخصي.
يُعد فيلم “نايضة” مشروعًا سينمائيًا حاول من خلاله الناصري معالجة قضايا اجتماعية بأسلوب فكاهي، لكنه تعرض لوابل من الانتقادات التي بدت في جزء كبير منها موجهة بشكل شخصي أكثر من كونها مرتبطة بمحتوى العمل الفني. يُشير البعض إلى أن الحملة الإعلامية التي قادتها القناة ضد الناصري تخفي وراءها صراعات أعمق، ربما تتعلق بخلافات بينه وبين جهات معينة تسعى لتصفية حساباتها باستخدام الإعلام.
ما يزيد من خطورة الوضع أن القناة تُتهم بأنها لا تكتفي بنقل الأخبار أو التعبير عن الآراء، بل تتحول في بعض الأحيان إلى أداة تُستخدم من قِبَل جهات نافذة – سواء أفراد أو مؤسسات – لتحقيق مصالح خاصة. ويعتبر هذا السلوك خرقًا واضحًا للأخلاقيات الصحفية التي تفرض الحياد، الموضوعية، واحترام كرامة الأفراد.
أثرت هذه الممارسات على مصداقية القناة لدى فئة كبيرة من المتابعين، الذين أصبحوا أكثر وعيًا بالحدود الفاصلة بين الإعلام المسؤول والإعلام الموجه. ويطالب الكثيرون بضرورة فرض رقابة صارمة على القنوات الإعلامية، لضمان احترامها لأخلاقيات المهنة، وتجنبها التحول إلى منصات لتصفية الحسابات أو خدمة أجندات شخصية.
في الختام، تُظهر قضية سعيد الناصري وفيلمه “نايضة” كيف يمكن للإعلام أن يتحول من أداة للتنوير والتثقيف إلى وسيلة لخلق الخلافات والتشهير. وهو ما يدعو إلى التفكير الجاد في إصلاح قطاع الإعلام لضمان استقلاليته وابتعاده عن التحيز والصراعات.