(*) مصطفى طه
شجع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، العديد من الدول أن تحدو حدوها، بعد أن وقع الرئيس الأمريكي السابق ترامب، في الرابع من دجنبر 2020، إعلانا رئاسيا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وآخر هذه، الدول نجد إسرائيل التي أعلنت اليوم الاثنين 17 يوليو 2023، اعترافها بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وأنها تدرس “إيجابياً فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، ثاني أكبر حواضر الصحراء، وذلك في تطور لافت في العلاقات بين الجانبين منذ توقيع الاتفاق الثلاثي مع الولايات المتحدة في شهر دجنبر 2020.
وعلاقة بالموضوع، أعلن الديوان الملكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه رسالة إلى الملك محمد السادس، يبلغ فيها بقرار إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء”، لافتاً إلى أن “موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.
من جانب آخر، شدد نتنياهو، في رسالته، على أنه سيجري “إبلاغ الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تُعتبر إسرائيل عضواً فيها، وكذلك كلّ البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية”، بهذا القرار، بحيث أفاد نتنياهو في الرسالة، بأن إسرائيل تدرس إيجابياً “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس القرار.
وفي سياق متصل، كما يعلم الجميع أن المغرب، وإسرائيل، وأمريكا، وقعوا مساء يوم الثلاثاء 22 دجنبر 2020 بالرباط، اتفاقا ثلاثيا يعد خارطة طريق بالنسبة للدول الثلاث مستقبلا بعد عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب، واعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، بحيث وقع من الجانب المغربي رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني الذي كان يشغل في نفس الوقت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعن الجانب الأمريكي جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب، وعن الجانب الإسرائيلي وقع ومائير بن شباط، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وقبل اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء، مر حزب العدالة والتنمية بمرحلة حرجة جراء تراكم مواقف الحزب بخصوص عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، ومهاجمته وزير الخارجية الذي اختار الدفاع عن هذه العلاقة.
وفي هذا الصدد، انتقد الديوان الملكي، يوم الاثنين 13 مارس 2023، بشدة، حزب “العدالة والتنمية” ، معتبراً أنّ البيان الصادر عن أمانة الحزب العامة، بشأن العلاقات بين الرباط وتل أبيب، تضمن “تجاوزات غير مسؤولة ومغالطات خطيرة”.
وقال الديوان الملكي في بلاغ: “أصدرت، أخيراً، الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بياناً يتضمن بعض التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة، في ما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وربطها بآخر التطورات التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وبعد الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء في الأيام القليلة الماضية، ابتلع حزب “المصباح” لسانه واختار التزام الصمت، وفضَّل الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عدم التعليق على اعتراف دولة إسرائيل بالسيادة المغربية على صحرائها، بحيث وجه كافة أعضاء الحزب ومسؤوليه إلى عدم تقديم أي تصريح أو تعليق، على رسالة رئيس حكومة دولة إسرائيل وموضوعها.
وفي الختام أريد أن أختم مقالتي هاته بقولتين، والتي أجدهما مناسبة لهذا الموضوع المتعلق بحزب العدالة والتنمية ،“النفاق السياسي في زماننا هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي”.
“ أنا منافق إذا أنا موجود، هذا حالهم اليوم وغداً و ربما بعد الغد، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون فى ظلمات الأنفاق، سيظلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها”.
(*) سكرتير التحرير