الألباب المغربية/ حفيظ صادق- الصويرة
بقدر ما كانت الصويرة تتمتع بتاريخها العريق، لا يمكن للمدينة أن تستعيد مجدها السابق ما لم تجد حافزًا للتنمية والإعمار. ينقصها حاكم يتحلى بالحذر والرصانة ليحمي لؤلؤتها من الجشع والتدهور.
في هذا الزمن الفوضوي، يسيطر التسيب والأنانية على السلطة المحلية، حيث يصبح كل مسؤول مجرد وكيل لمصالحه الشخصية. المدينة تفتقد إلى الرؤية الإستراتيجية وتعاني من الإهمال والفساد، مما يؤدي إلى تلاشي جمالياتها ومعالمها.
المشكلة ليست فقط في نقص التنمية الإقتصادية، بل في انغماس بعض الوصوليين الذين استفادوا من الفوضى للتلاعب وتحقيق مكاسبهم الشخصية. النتيجة تظهر في انعدام المرافق والمآثر، وتدهور البيئة والحياة الإجتماعية.
العمل السياسي والجمعوي يشهدان على الصراعات والتفويت الفاسد، مما يؤدي إلى تهميش القدرات الإبداعية وتجميد التنمية الثقافية والرياضية.
المدينة تحتاج إلى قوى حية تتحمل المسؤولية بدلاً من الانكفاء على الفشل السياسي والفساد المتفشي.
لقد كانت الصويرة مدينة مزدهرة، غنية بالصناعة والزراعة والتجارة والثقافة. لكن التفرج على مأساة التدهور والهباء لا يعود بالنفع، ويجب على القادة والمواطنين العمل معًا لإحياء تراثها واستعادة جمالياتها الفريدة.