الألباب المغربية / حفيظ صادق
الصويرة، المدينة الساحلية الهادئة والمعروفة بجمال طبيعتها وتراثها الثقافي، تصدرت نتائج الدورة العادية والاستدراكية لامتحانات الباكالوريا بنسبة نجاح بلغت 97.75%، محتلة بذلك الرتبة الأولى في جهة مراكش آسفي. هذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها تلاميذ الصويرة هذا الإنجاز. منذ سنوات، يحتل تلاميذ السادسة ابتدائي والتاسعة إعدادي والبكالوريا المراتب الأولى على مستوى الجهة، إضافة إلى تفوقهم في الألعاب الرياضية المدرسية، مثل كرة السلة وألعاب القوى.
لكن كيف لإقليم الصويرة، الذي يعتبر ثاني أكبر إقليم في المغرب، أن يحقق هذه الإنجازات بدون جامعة أو أكاديمية، أو حتى مركب رياضي؟
- القوة الخفية وراء النجاح
الجواب يكمن في الطاقم التربوي والإداري الذي يعمل بجهد وتفانٍ داخل إدارة المديرية الإقليمية، إضافة إلى الدور البارز لمدراء المؤسسات التعليمية ونساء ورجال التعليم. هؤلاء الأبطال المجهولون يعملون بلا كلل، مؤمنين بأهمية التعليم في بناء مستقبل مشرق لأبناء الإقليم.
- التحديات والآمال
على الرغم من هذه النجاحات، يواجه إقليم الصويرة تحديات كبيرة. يفتقر الإقليم إلى بنية تحتية تعليمية متقدمة مثل الجامعات والأكاديميات، مما يدفع بالكثير من الطلاب إلى مغادرة مدينتهم بحثاً عن التعليم العالي. هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الطلاب وعائلاتهم، بل تمتد تأثيراتها لتشمل المجتمع بأسره.
- رسالة إلى وزارة التعليم
يجب أن يكون هذا النجاح دعوة مستعجلة لوزارة التعليم للنظر في احتياجات إقليم الصويرة. يجب إنشاء نواة جامعية في الإقليم، لتمكين الطلاب من متابعة تعليمهم العالي دون الحاجة إلى مغادرة مدينتهم. هذا سيكون استثماراً في مستقبل الإقليم وأبنائه، وسيساهم في تطوير المجتمع بشكل شامل.
الصويرة، أرض العلماء والأدباء والمفكرين، تستحق أن تكون مركزاً تعليمياً متقدماً. إن النجاح المتواصل لتلاميذها في امتحانات الباكالوريا والألعاب الرياضية المدرسية يعكس الإمكانات الهائلة التي يمتلكها هذا الإقليم. حان الوقت ليحظى هؤلاء الطلاب بالدعم والبنية التحتية التي يحتاجونها لمتابعة نجاحاتهم وتحقيق أحلامهم.