الألباب المغربية/ مليكة آيت داود
تُعد الصحة النفسية من القضايا الأساسية التي لا يمكن للمجتمع المغربي تجاهلها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشباب. فهذه الفئة العمرية تعيش اليوم ضغوطا متزايدة، تتمثل في صعوبات الدراسة، البطالة، التحديات الاجتماعية، إضافةً إلى التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي. كل هذه العوامل تجعل الشباب أكثر عرضة للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
ورغم أهمية الموضوع، مازال النقاش حول الصحة النفسية محدوداً، بل ومصحوباً أحياناً بنوع من الوصمة الاجتماعية. كثير من الشباب لا يجدون من يُصغي إليهم، أو يخشون طلب المساعدة بسبب الخوف من الأحكام المسبقة. والحقيقة أن الصحة النفسية ليست رفاهية، وإنما شرط أساسي لبناء مجتمع متماسك وقادر على التقدم.
من هنا، يصبح من الضروري أن تنخرط جميع الأطراف: الدولة بمؤسساتها، الجمعيات المدنية، ووسائل الإعلام، فينشر الوعي وتوفير الدعم النفسي للشباب. وذلك عبر إنشاء مراكز متخصصة، وإطلاق حملات وطنية للتثقيف، بلو حتى عبر المنصات الرقمية التي أصبحت قريبة من هذه الفئة.
إن الاستثمار في الصحة النفسية للشباب هو في الواقع استثمار في مستقبل المغرب. فالمجتمع لا يمكن أن ينهض إلا بشباب يتمتعون بالتوازن النفسي، قادرين على مواجهة التحديات والمساهمة في التنمية.
ختاماً، علينا جميعاً أن نعمل على كسر حاجز الصمت، وأن نشجع الشباب على التعبير عن معاناتهم، وأن نرسخ ثقافة الاعتناء بالصحة النفسية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من صحتنا العامة. فشباب أصحاء نفسياً هم الركيزة الأولى لمغرب مزدهر وآمن.