الألباب المغربية/ حاورها: محمد الدريهم
الصحفية حليمة صومعي شاعرة مرهفة من مدينة بني ملال، تتصف بأسلوبها الواضح ومستواها الراقي المميز، كتاباتها أخاذة وتصوراتها الشعرية باذخة، قصيدتها مكثفة، مليئة بالمعاني والكلمات الشفافة المترعة بالتعابير اللغوية،
حليمة صومعي من مواليد مدينة الرباط و متزوجة. ترعرعت وسط جبال الاطلس المتوسط بمدينة بني ملال تعرف كيف تطوع المعنى لألفاظها، فلا تجنح عن المرمى.
خلال هذه الأيام القليلة المقبل سيصدر للصحفية الشاعرة حليمة صومعي ديوانها الشعري الأول تحت عنوان:”فوق الجرح والألم” وبهذه المناسبة ارتأينا إجراء هذا الحوار الصحفي معها:
الألباب المغربية: حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة ؟ وكيف كانت البدايات؟
حليمة صومعي: كنت أحب الكتابة منذ نعومة اظافري وأنا طفلة أدرس بالمدرسة الابتدائية حيث شعرت أني موهوبة وكنت أكتب بشغف وبالخصوص في مجال الشعر العربي بحيث شهد لي بذلك أحد أساتذتي في اللغة العربية ومنذ آنذاك بدأت أكتب بشغف كبير الى أن أتيحت لي فرصة المشاركة في مسابقة خاصة بكتابة قصائد في الشعر الحر نظمتها أنداك الإذاعة الوطنية شاركت فيها بقصيدة شعرية قصيرة لأفاجئ، يومين بعد مشاركتي، بإذاعة وقراءة قصيدتي عبر الأثير بالإذاعة الوطنية مع ذكر اسمي وبتواصل المسؤولين عن البرنامج الإذاعي معي فيما بعد مقترحين عليا التسجيل بإحدى المدارس المتخصصة بمدينة أكادير لكن ظروفي العائلية التي كانت متشددة وملتزمة آنذاك، لم تسمح لي بذلك بحكم أنه لا يسمح آنذاك للفتات أن تواصل دراستها بعيدا عن الأهل والبلدة ليتوقف مشواري الدراسي بمستوى التعليم الثانوي فقط.
الحمد لله لم يتوقف الحلم عند هذا الحد بل واصلت اجتهادي ومثابرتي الشخصية في الكتابة ليس فقط الكتابات الشعرية بل حتى في المجالات الاجتماعية والإنسانية حيث كنت أكتب طلبات المساعدات الإنسانية والاجتماعية لمن هم في حاجة اليها من معوزين وذوي الاحتياجات الخاصة وذلك عبر جريد “العلم” مشكورة التي كانت آنذاك تنشر لي كتاباتي بصفحاتها الأدبية والاجتماعية في عهد المرحوم عبد الكريم غلاب رحمه الله.
الألباب المغربية: وهل تأثرت بأحد في كتاباتك؟
حليمة صومعي: في الحقيقة كنت أتأثر كثيرا بنزار قباني الذي كان يعجبني كثيرا وكنت أقرأ كتاباته كثيرا الشيء الذي جعل من الكثير من قصائدي الحرة جد قريبة من نزار قباني حيث كنت أكتب في الشعر الرومانسي خصوصا وأنا جد متأثرة بنزار قبابي.
الألباب المغربية: وممن لقيت التشجيع؟
حليمة صومعي: لا أخفيك سرا إذا قلت لك أن كل أفراد العائلة وأساتذتي وإخواني الأصدقاء والصديقات كانوا يشجعوني ويساندونني للسير قدما في هذا الدرب لتحقيق الحلم الذي لا طالما كان يراودني ألا وهو أن أكون صحفية وكاتبة الذي تحقق بفضل الله وعونه وأنا جد فخورة اليوم بتحقيق أمنيتي هاته.
الألباب المغربية: ما هي المواضيع التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟
حليمة صومعي: أهم المواضيع التي تستلهم تناولها في كتابة قصائدي الشعرية هي مواضيع رومانسية خصوصا وأنني، كما قلت سابقا، تأثرت بكتابات نزار قباني. كما أنني اليوم وقد تغيرت الوجهة نظرا لما نعيشه في واقعنا الاجتماعي حيث أن الأنسان اليوم لا يهتم بالمواضيع الرومانسية أكثر مما يهتم بمواضيع الحزن الذي يغلب اليوم على طابع القصائد.
الألباب المغربية: ما هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر للشاعرة الناجحة ؟
حليمة صومعي: أهم الشروط التي يجب تلتزم بها الشاعرة لنجاحها: المصداقية والتحلي بالكلمات الصادقة التي تنبع من أحاسيسها مشاعرها دون أي نفاق أو مجاملة و “مساحيق تجميل” وأن تتميز بأحاسيس صادقة وكتابات نزيهة تتضمن الشفافية والمصداقية.
الألباب المغربية: أين تنشرين نصوصك الشعرية، في أي وسائل إعلام ؟
حليمة صومعي: كتبت بعدة مجلات عربية ومغربية وحصلت على مجموعة من التقديرية، أما فيما يخص المجال الإعلامي فقد التحقت بعدة منابر إعلامية مغربية وعربية ككاتبة ومراسلة صحفية، كما أنشر بعدة جرائد مغربية كجريدة البديل السياسي، المضار الصحافي وغيرهما ونشرت بمجلات مصرية وسورية كذلك.
الألباب المغربية: أجمل قصيدة كتبتيها وتعتزين بها، وماذا تقولين فيها ؟
حليمة صومعي: أجمل قصيدة كتبتها وأعتز بها هي قصيدة “من أكون” التي تصف شخصية حليمة صومعي التي تبحث على ذاتها وتبحث بدواخلها على من تكون إذ أنا كنت قبل أن أكون.
الألباب المغربية: رأيك بمصطلح أدب ذكوري، وأدب نسائي؟
حليمة صومعي: لا فرق بينها من وجهة نظري الشخصية إذ ليس هناك أدب ذكوري وأدب نسائي بل هناك أدب.
الألباب المغربية: ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في البلاد؟
حليمة صومعي: في الحقيقة، نأسف على ما وصل إليه حالنا في مجال الأدب إذ أن العولمة سيطرت على كل شيء وأصبح الشباب والأطفال عازفين عن القراءة والمطالعة وعن الكتابة كذلك. الكل أصبح ينغمس في المواقع الاجتماعية عبر الأنترنيت والهواتف النقالة والكمبيوتر. لم يبق من يهتم بالأدب وبالمطالعة بعدما عمت التفاهة بمواقع التواصل الاجتماعي والتي أفسدت أخلاقهم في عهد العولمة هاته التي نعيشها اليوم.
الألباب المغربية: ما رأيك بالنقد المحلي، وهل أنصفك؟
حليمة صومعي: النقد المحلي قد أنصفني الحمد لله وأعتز به لأن النقد هو الذي يدفعنا لفهم الكثير من الأشياء وللاستفادة من هذا النقد البناء الذي يدفع بنا الى الأمام.
الألباب المغربية: ما رأيك بمكانة المرأة المغربية، هل نالت حقوقها، أم أنها ما زالت تعاني وينقصها الكثير؟
حليمة صومعي: الحمد لله أن المرأة اليوم نالت الكثير من الحقوق إذ أن المرأة المغربية اليوم ليس هي امرأة الزمن الغابر، إذ أنها اليوم الحمد لله أصبحت تتمتع بحرية الخروج وفهم الحياة، أصبحت امرأة متعلمة ولجأت قبة البرلمان والمهن الراقية كالطب والمحاماة والقضاء، اليوم المرأة المغربية ولجت جميع المجالات ونحن نفتخر ونعتز بذلك خصوصا وأن المرأة المغربية اليوم أصبحت لها مكانة كبيرة داخل المجتمع جنبا الى جنب مع الرجل لمساندته في كل شيء.
الألباب المغربية: حدثينا عن إصداراتك وما مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
حليمة صومعي: انشاء الله عما قريب سيصدر لي مولود جديد عبارة عن أول ديوان شعر لحليمة صومعي كمفاجأة لقرائي الأعزاء.
الألباب المغربية: كلمة أخيرة توجهيها للقراء؟
حليمة صومعي: ككلمة أخيرة لي، من خلال هذا المنبر أشكر جميع الأصدقاء والصديقات الذين ساندوني وشجعوني بقراءاتهم.