الألباب المغربية/ حبيب سعداوي
عاشت ولاتزال ساكنة مدينة الفقيه بن صالح معاناة حقيقية مع السوق اليومي “الجوطية” أمام أنظار المسؤولين الذين تعاقبوا على السلطة في عهد المجالس السابقة التي ٱكتفت بالتفرج في كل العشوائية التي شابت السوق ، وتأْمَل الساكنة من العهد الجديد ببلدية الفقيه بن صالح في إعطاء إهتمام خاص لهذه النقطة السوداء، وخاصة أنها تتمركز في موقع رئيسي للمدينة “شارع الحسن الثاني وقرب المركب الثقافي”، بعدما أن عجزت المجالس السابقة في إيجاد الحلول اللازمة لهذا السوق اليومي، الذي أصبح يشكل خطرا على صحة المواطنين وسلامتهم، والذي طاله معاول التخريب، مما خلف ضررا كبيرا، وذلك بتشويه الشارع الرئيسي بالمدينة الذي يعتبر نقطة عبور لجميع أشكال المتوجهين الى الجنوب المغربي “سياح من الداخل والخارج”.
هذا وقد ٱشتكى السكان منذ سنوات من الدكاكين العشوائية التي تقوم بإفراغ نفايتها بالدكاكين المهجورة بنفس السوق، مع إستعمالها كمراحيض لقضاء حاجتهم، وملجأ للمنحرفين والمجرمين، وما زاد من محنة المواطنين إزاء هذه الفوضى العارمة، هي مخلفات السوق من الأزبال والنفايات وبقايا الأسماك والدواجن المتعفنة التي يقوم التجار بطرحها في محلات السوق المهجورة، مخلفة أضرارا صحية كبيرة على البيئة وصحة الساكنة، وخاصة المؤسسة التربوية “دار الطالب والطالبة” بالإضافة إلى الازعاج اليومي لهؤلاء الطلبة والطالبات.
مصادر أكدت أن الجهات المعنية في عهد المجالس السابقة لم تقم بواجبها في حماية صحة المواطنين، مؤكدة أن الرئيس المعتقل بسجن عكاشة هو من كان وراء هذه الظاهرة، وذلك لكسب العطف والتعاون كلما حل موسم “الوزيعة” الانتخابات.
ويطالب سكان مدينة الفقيه بن صالح من المسؤولين المحليين وجمعيات حماية المستهلك والبيئة، التدخل العاجل لتنظيم هذا السوق، ووضع حد لهذه المهزلة التي جعل منها البعض مصدرا للارتزاق اللامشروع على حساب المواطنين وحقهم في بيئة سليمة.
وأن هذه الوضعية غير اللائقة لا تخدم التاجر ولا المتسوّق على حد سواء، خصوصا في فصل الصيف حينما ترتفع درجة الحرارة وتزداد داخل السوق حالة التعفن، لاسيما عند رمي المخلفات.
ويلاحظ الزائر ، أو المار من مدينة الفقيه بن صالح، بأن هذا السوق الواقع وسط مجمعات سكنية، وعلى الواجهة الرئيسية للمدينة، أنه يقع في مكان إستراتيجي، لكن إذا نظر إلى السوق يرى كتلة كبيرة من الصفيح في مشهد “مقزّز”، ودكاكين مهجورة تنبعث منها رائحة كريهة تزكم الأنوف من بعيد.
وأشار أحد المتسوقين في تصريحه لجريدة “الألباب المغربية” أن هذه الوضعية منذ سنوات طويلة، في حين طالب عدد من المواطنين المتعودين على التسوق منه، بالتكفل بهذا المرفق الذي ينشط به التجار على مدار أيام الأسبوع بالنظر إلى الأسعار المعقولة المتداولة به، موضحين أنه يتطلب إعادة النظر في تنظيمه من خلال تهيئة شاملة تحفظ كرامة المدينة وسكانها والتجار.
كما أضاف أحد التجار أن مصالح البلدية في عهد الرئيس المعتقل، وعدتهم بالتكفل بهذه الوضعية المزرية؛ من خلال إطلاق مشروع بناء سوق جديدة بمواصفات عصرية، إلا أن الأمور ظلت تراوح مكانها، وبقي هذا الموقع عرضة للإهتراء، وصار نقطة سوداء في مدينة الفقيه بن صالح، التي ينتظر سكانها تحرك الضمائر الحية للقضاء على مظاهره السلبية وجعلها مرفقا يخدم مواطني المدينة وزوارها وتجارها، ويوفر موردا ماليا إضافيا لخزينة البلدية.