الألباب المغربية/ محمد أمين الربي
تزايدت في السنوات الأخيرة حوادث السير المرتبطة بالدراجات النارية في المغرب، لتتحول من وسيلة نقل سريعة واقتصادية إلى قنبلة موقوتة تتجول ليل نهار وتهدد أرواح السائقين والمارة على حد سواء، فالتهور في القيادة، والسياقات الاستعراضية، وعدم احترام قوانين السير، كلها عوامل ساهمت في ارتفاع أعداد الضحايا، خاصة في صفوف الشباب، والذي يلجأ الكثير منهم إلى تعديل محركات الدراجات النارية بهدف زيادة سرعتها، غير مدركين أن ذلك يجعلها غير آمنة وتغير من معالمها مما يؤثر على خصائصها ووازنها.
هذا السلوك المتهور يجعل من كل رحلة مغامرة قد تنتهي بمأساة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوادث الدراجات النارية باتت من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في الطرقات المغربية، خصوصا أن العديد من سائقي الدراجات النارية لا يلتزمون بإشارات المرور، ولا يحترمون حق الأسبقية، مما يؤدي إلى اصطدامات خطيرة مع السيارات والمارة.
إضافة إلى ذلك فإن غياب الخوذات الواقية، وركوب أكثر من شخص على الدراجة، يجعل الإصابات في حال وقوع حادث أكثر فتكا، وأمام هذا الوضع المقلق، يبقى الحل رهينًا بتكثيف حملات التوعية، وتعزيز المراقبة الأمنية، فحماية الأرواح مسؤولية الجميع، والالتزام بقوانين السير ليس خيارا، بل ضرورة حتمية للحفاظ على سلامة الجميع.
في موضوع ذات صلة، فالغرامات التصالحية والجزافية قد تكون غير كافية للحد من السلوكيات المتهورة لبعض سائقي الدراجات النارية، خاصة إذا كانوا قادرين على دفعها بسهولة ثم العودة لتكرار نفس المخالفات، عندما يصبح دفع الغرامة مجرد إجراء روتيني دون تأثير رادع، فإن ذلك يعني أن المشكلة أكبر من مجرد عقوبات مالية.
السؤال الذي حير الجميع، هل ستتحول الدراجات النارية من خطر يومي إلى وسيلة نقل آمنة ؟ أم أن النزيف سيستمر في طرقاتنا؟!