الألباب المغربية
انطلقت، أمس الاثنين 29 أبريل 2024 بالدار البيضاء، أشغال المؤتمر الـ 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي والندوة ذات الصلة، بمشاركة نحو عشرين بلدا.
ويجمع هذا المؤتمر، الذي تستضيف البحرية الملكية المغربية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، فعالياته إلى غاية 3 ماي المقبل، خبراء ومهنيين في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية يمثلون الدول الأعضاء والشريكة والمراقبة باللجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي.
وفي كلمة بمناسبة افتتاح أشغال هذه التظاهرة، أبرز العميد البحري مفتش البحرية الملكية، محمد الطاحين، دور التعاون الإقليمي في الفهم المفصل للخصائص الهيدروغرافية والفيزيائية للمحيط الأطلسي، بهدف تحسين تدبير الموارد البحرية والتخطيط الأمثل للفضاءات البحرية والملاحة المستدامة في المنطقة.
وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر ذو الطابع الدولي بالمغرب يجسد التزام المملكة الراسخ بتعزيز التعاون الإقليمي، لافتا إلى أن المغرب مستعد لتقاسم خبراته وتجاربه مع البلدان الإفريقية.
وذكر، في هذا الصدد، بالمبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، والتي تعكس التزام المملكة الدائم بالتعاون الإقليمي والتضامن، خاصة مع البلدان الإفريقية المجاورة.
من جانبه، أبرز المدير التقني للمنظمة الهيدروغرافية الدولية، جون نايبرغ، الفرص الهيدروغرافية الكبيرة التي تتيحها منطقة شرق الأطلسي، مشددا على ضرورة العمل سوية في ما يخص جمع البيانات الهيدروغرافية وتعزيز التنمية المستدامة والسلامة البحرية.
وسجل أن المؤتمر الـ 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي، الذي يستضيفه المغرب، يشكل منصة لتبادل وتقاسم المعارف والخبرات بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي من أجل تعزيز التعاون، مشيدا بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية لتطوير الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية في شرق الأطلسي.
من جهته، سلط المهندس العام لتجهيز السفن، المدير العام للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي، لوران كيرليغير، الضوء على التحديات والرهانات المطروحة بمنطقة الأطلسي في هذا المجال، لا سيما جمع والتداول السليم للمعلومات المتعلقة بالسلامة البحرية وتبادل الخبرات بين بلدان المنطقة لتعزيز أسس تعاون أفضل.
واستشهد كيرليغير، على الخصوص، بالمغرب كنموذج لتطوير الهيدروغرافيا بالقارة الإفريقية، مشيدا، في هذا الصدد، بالجهود التي تبذلها المملكة من أجل ضمان استقلاليتها التامة في مجالي الخرائط البحرية والهيدروغرافيا، مسجلا أن هذا الإنجاز ثمرة للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لبناء هذه القدرات من خلال تكوين عدد مهم من الهيدروغرافيين.
ويتميز المؤتمر الـ 18 للجنة الهيدروغرافية للمحيط الأطلسي الشرقي والندوة الموازية بمشاركة العديد من الخبراء والمهنيين وممثلي عدد من المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية من أجل المساهمة، كل في مجال اختصاصه، في إثراء النقاش وتبادل الممارسات الفضلى في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية.
وفي تصريح له بالمناسبة، أبرز مدير المعهد العالي للدراسات البحرية، محمد بريويك، أهمية هذا الحدث بالنظر إلى الدور المتنامي للعلوم والتكنولوجيا في مجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية من أجل الاستغلال الأمثل للموارد وتوطيد التعاون المثمر على مستوى شرق الأطلسي، باعتباره فضاء للتبادل والتعاون الاقتصادي.
من جانبه، أكد قائد ميناء كوتونو المستقل بالبنين، شارل فيومي، في تصريح مماثل، أن مشاركته في هذا المؤتمر تهدف، بالأساس، إلى الاطلاع على الممارسات المتقدمة وتجارب البلدان الإفريقية في هذا المجال والاستفادة منها، والتعرف خاصة عن قرب على النموذج المغربي الذي استطاع الاستفادة من موارده الداخلية ليكون لتطوير موارده الخاصة في ما يتعلق بمجالات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر ورشات موضوعاتية وعروضا يلقيها خبراء دوليون في الهيدروغرافيا وورشات موجهة لتبادل الممارسات الجيدة.
أما الندوة المنظمة على هامش هذا المؤتمر، فتساعد على تعزيز قدرات البلدان المشاركة وتسهيل الحوار بين الخبراء وصناع القرار في المجال البحري.
وعلى هامش هذا الحدث، تنظم أيضا معارض تسلط الضوء، على الخصوص، على أحدث الوسائل والمعدات لجمع بيانات الهيدروغرافيا وعلم المحيطات والخرائط البحرية.
تحرير: مصطفى طه