الألباب المغربية/ محمد الدريهم
أشرف والي جهة بني ملال خنيفرة، مرفقا بعادل البركات رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة على افتتاح أشغال الندوة العلمية التشاركية حول موضوع تدبير نذرة الموارد المائية بالجهة والمنظمة تحت شعار: “الحفاظ على الموارد المائية وتثمينها رافعة للتنمية المستدامة”.
تأتي هذه الندوة، المنظمة تحت إشراف مجلس جهة بني ملال خنيفرةعلى مدار يومين الجمعة والسبت 26 و27 يوليوز 2024 ، ضمن الأيام الثقافية والفنية والرياضية المخلدة للذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين.
تضمن برنامج هذه الندوة العلمية الأولى والتي أشرف على تسييرها، إدريس اشبال، المدير العام للمصالح بالجهة. مدخلات علمية وتقنية همت جانب البحث العلمي التطبيقي بجامعة السلطان مولاي سليمان، حيث ركز الأستاذ الغماري على استخدام الذكاء الصناعي واعتماد الخرائط الرقمية وصور الأقمار الصناعية في تحديد حاجيات الزراعات بسهل تادلة من مياه السقي، ومجال البرامج الاستراتيجية لمجابهة الإجهاد المائي من خلال برنامج التنمية الجهوية لجهة بني ملال- خنيفرة 2022-2027، وتركيزه ضمن محور خاص على الماء والبيئة والتغيرات المناخية بما يفوق 3.5 مليار درهم.
من جهتها؛ ركزت الأستاذة مقور بديعة، نائبة رئيس مجلس الجهة، على البرامج المختلفة لتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، والبرنامج الوطني للسدود وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي.
بخصوص مدخلات تقنية لبرامج المكتب الوطني للماء والكهرباء قطاع الماء الصالح للشرب، ركز الاستاذ مصطفى افضالي على تدبير قطاع الماء الشروب في ظل تراجع حجم مخزونات المياه السطحية والباطنية وتأثيرالندرة على جودة المياه وما يقتضيه ذلك من استثمارات ضخمة لضمان مردودية شبكات النقل والجر والتوزيع والتحكم في الأمن المائي بالجهة. وفي نفس السياق جاءت مداخلة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لتادلة لتسلط الضواء على البرامج الاستثمارية والتحسيسية بأهمية تغير العقلية من التبدير إلى التدبير.
من جانبه أكد عبد الصمد جنان، عن المجمع الشريف للفوسفاط على أهمية أحداث محطات معالجة المياه العادمة وتجميعها من أجل الاستغلال الصناعي بمغاسل الفوسفاط. وكذا استراتيجية المجمع للوقف النهائي عن استخدام المياه العذبة في الإنتاج الصناعي من خلال تشغيل محطات المعالجة لتادلة، خريبكة، الفقيه بنصالح وبني ملال… وكذا إنجاز قنوات الجر على طول 230 كلم لنقل مياه محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر نحو خريبكة.
هذا وقد شكلت مداخلة المهندس محمد رياض، رئيس الغرفة الجهوية للفلاحة، مناسبة لتصحيح مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالاستعمال المفرط للمياه من طرف القطاع الفلاحي واعتماد أرقام ومعطيات علمية حول حجم الحاجيات المائية بالنسبة للمزروعات خاصة الحبوب والتمور والتي اعتبرها المتدخل الأكثر استهلاكا للماء من الطماطم والحوامض. في المقابل أكد ممثل الوكالة الجهوية للمياه والغابات على أهمية الرصيد الغابوي في حماية التربة وحماية عالية السدود من الانجراف وتوحل السدود وكذا برامج الوكالة لتخليف الغابة وحماية الرصيد الغابوي بالجهة.
وقد عرفت الندوة نجاحا كبيرا من خلال العدد الكبير من الحاضرين من أساتذة جامعيين وأطر وطلبة باحثين ومهتمين وفعاليات مدنية وسياسية، حيث تلاها نقاش موسع مع مختلف الشركاء حول أهمية تدبير نذرة المياه ومجابهة الإجهاد المائي بالجهة.