الألباب المغربية
نظم معهد مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، اليوم الجمعة، بالرباط، ندوة بعنوان “التهيئة المستدامة في خدمة الجاذبية الترابية”، ضمت ممثلين عن الهيئات المنتخبة والقطاعات الوزارية المعنية وكذا المؤسسات والشركات العمومية وعدد كبير من الفاعلين والخبراء في مجال التنمية الترابية.
وقد شكلت هذه الندوة مناسبة لتسليط الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجهها المجالات الترابية، وخاصة ما يتعلق بالمتطلبات التي تفرضها العولمة، وتثمين الرأسمال البشري، والحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
وقد أكد خاليد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير خلال مداخلته أنه:
”لمواجهة هذه التحديات لابد من بلورة رؤية مشتركة كفيلة بدعم تكامل المجالات الترابية فيما بينها، وتُمَكِن من خلق منظومات اقتصادية مندمجة ومن تهيئة فضاءات وأماكن عيش ذات جودة عالية تستجيب لطموحات الساكنة وتحافظ على الموارد الطبيعية وخاصة الموارد المائية”.
وتترجم ملامسة هذا الموضوع طموح مجموعة صندوق الإيداع والتدبير والمتمثل في المساهمة بشكل فعال في مواكبة ورش الجهوية المتقدمة، حيث مكنت من التذكير والتأكيد على أهمية التعاون والبناء المشترك للمشاريع التنموية مع الفاعلين الجهويين والمحليين في سبيل تطوير جاذبية واستدامة المجالات الترابية.
كما أشار خاليد سفير أنه: “ينبغي علينا إعطاء الأولوية للتنسيق بين السياسات العمومية الوطنية والجهوية، وتوحيد جهود جميع الجهات والمؤسسات الفاعلة سواء العامة أو الخاصة، ووضع كل هذه الدينامية في خدمة المجالات الترابية”.
وفي هذا السياق، جددت مجموعة صندوق الإيداع والتدبير التعبير عن تصوراتهالمواكبة التنمية الترابية، والمدرجة في خطتها الاستراتيجية “CAP2030″، ولا سيما من خلال:
- إنشاء منصة خاصة بتتبع العلاقات مع المجالات الترابية والفاعلين المؤسساتيين، تمكن من تعبئة جميع الإمكانيات التي تتوفر عليها المجموعة من أجل تطوير المشاريع في إطار شراكة رابح- رابح لصالح مجالاتنا الترابية. وتهدف هذه المنصة أيضا إلى تحفيز مقومات الجاذبية من جهة، وتوحيد جهود جميع الفاعلين المحليين والمجتمع المدني من جهة أخرى، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
- تطوير منظومة حكامة ملاءمة ومندمجة تتيح مواكبة الجهات والجماعات الترابية، وذلك من أجل تعبئة التمويلات البنكية وتمويلات الأسواق المالية اللازمة لتطوير المشاريع والبرامج الكفيلة بتعزيز جاذبية المجالات الترابية.
وخلال هذه الندوة، أكد مختلف المتدخلين على المحددات الرئيسية لجاذبية المجالات الترابية، وخاصة ما يتعلق بالتخطيط المحكم لتدخلات مختلف الفاعلين، وتشجيع الاستثمار والرفع من جودة حياة الساكنة داخل هذه الفضاءاتالترابية.
وفي ختام هذه الندوة، تم التأكيد على أن المجالات الترابية الأكثر جاذبية، في سياق العولمة، هي تلك القادرة على ربح الرهان المزدوج، والمتمثل في توفير مناخ ملائم للنمو الاقتصادي على المستوى الترابي من جهة، وضمان التوازن البيئي والاجتماعي من جهة أخرى.