الألباب المغربية
تحرير مصطفى طه
تسعى قمة المستقبل، التي تنعقد يومي 22 و23 شتنبر الجاري بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمبادرة من الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريش، إلى بعث دينامية جديدة في العمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي، بهدف كسب تحديات راهنة ومستقبلية أضحت مطروحة أكثر من أي وقت مضى.
هذه القمة، التي تنعقد حول موضوع “حلول متعددة الأطراف من أجل مستقبل أفضل”، تندرج في إطار الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعرف مشاركة قادة دول وحكومات وممثلي منظمات دولية والمجتمع المدني.
في ما يلي أبرز المحاور التي سيناقشها المشاركون في هذه القمة:
1- التمويل والتنمية المستدامة:
يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن النظام المالي العالمي، الذي تمت صياغته في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، “يخضع لاختبار ذي أبعاد تاريخية – وهو يفشل في الاختبار”.
واكتسبت الحاجة إلى إصلاح هذا النظام راهنية مع اقتراب الموعد النهائي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهي الخطة التي صاغتها الأمم المتحدة لبناء مستقبل أفضل للجميع.
وحسب غوتيريش، فإن الوثيقة الرئيسية للقمة، المعروفة باسم “ميثاق المستقبل”، تمثل تعهدا من الدول “باستخدام جميع الأدوات المتاحة على المستوى العالمي لحل المشاكل”، والالتزام باتخاذ “إجراءات جريئة” لتنفيذ أجندة التنمية، مع التركيز بشكل خاص على القضاء على الجوع والفقر والحد من التفاوتات وتعزيز الطموح لمعالجة تغير المناخ.
2- السلام والأمن الدوليان
ستسلط القمة الأضواء على الوضع العالمي الراهن، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه “خطير بشكل خاص”، مع زيادة احتمال اندلاع حرب نووية، بالإضافة إلى أزمة المناخ التي تدفع إلى الهجرة وتزيد من حدة التوترات.
وبرأي المنظمة الأممية، فإن من الضروري كذلك مواجهة التهديدات الجديدة التي تطرحها على الخصوص التكنولوجيات الحديث، التي يتم استغلالها “لأغراض عسكرية بهدف إحداث أقصى قدر من الضرر، في عالم جد مترابط”.
3- العلوم والتكنولوجيا والتعاون الرقمي
خلال قمة المستقبل، من المرتقب كذلك أن تعتمد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة “الميثاق الرقمي العالمي”، الذي يهدف إلى إضفاء مزيد من الثقة على الإنترنت، وضمان توفير الخيارات أمام الناس بشأن كيفية استخدام بياناتهم، وتحديد المساءلة عن المحتوى التمييزي والمضلل.
يتضمن الميثاق تحذيرات من عواقب استخدام الذكاء الاصطناعي “لأغراض خبيثة” لتأجيج الانقسامات داخل البلدان وبينها، وزيادة انعدام الأمن، وانتهاك حقوق الإنسان، ومفاقمة عدم المساواة.
وتشمل الوثيقة قائمة بالالتزامات والإجراءات يتطرق العديد منها إلى “الفجوة الرقمية”، إذ لا تتوفر خدمات الإنترنت لـ2.6 مليار شخص حول العالم مما يبعدهم عن الكثير من الفرص التي توفرها الأدوات المتاحة على شبكة الإنترنت.
4- الشباب والأجيال القادمة
تهم الوثيقة الثالثة، التي سيتم اعتمادها في القمة، “إعلان الأجيال القادمة”. فبالإضافة إلى الالتزامات بإنهاء عدم المساواة، وتوفير التعليم الجيد للجميع وضمان التخطيط طويل الأجل، يقترح الإعلان إضافة جديدة للأمم المتحدة تتمثل في منصب “مبعوث خاص للأجيال القادمة”.
سيضطلع المكلف بهذا المنصب بالدعوة، عبر منظومة الأمم المتحدة، إلى تطوير آليات التفكير على المدى الطويل، ومشاركة نتائج ما يُعرف بمختبر مستقبل الأمم المتحدة، أحد الأذرع البحثية للمنظمة.
5- الحكامة العالمية
تعتبر منظمة الأمم المتحدة أن المؤسسات الدولية التي إنشاؤها منذ حوالي 80 عاما، في سياق خاص، في حاجة إلى إصلاح شامل حتى تواكب التغيرات الراهنة.
وخلال قمة المستقبل، يشارك قادة العالم في مناقشات تروم إحداث هذه التغييرات، كما سيناقشون الموضوع الشائك الذي أثار نقاشا محتدما على مر السنين، والمتمثل في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يركز مؤتمر القمة أيضا على شؤون الفضاء الخارجي. إذ تعالت، في السنوات الأخيرة، الأصوات المنادية بتعزيز حكامة هذه الأنشطة، مع تسارع استخدام القطاع الخاص للفضاء، وانضمام دول جديدة إلى الفاعلين الرئيسيين في مجال الفضاء.