الألباب المغربية/ يوسف خاي
شهر رمضان المبارك له طقوس تختلف بين المدن، ففي مدينة فاس أجواء رائعة وتنشط بعض المهن الموسمية مثل صناعة الشباكية وبعض الحلويات التي تأتت المائدة الرمضانية بالعاصمة العلمية وتجعل رمضان أحلى وأجمل وخلق رواج إقتصادي هام في هذه المدينة التاريخية العريقة.
كل ما لذ وطاب من أصناف المأكولات وأشكال الحلويات توجد بالحي الشهير بوجلود بحكم اقترابه من حي الطالعة بفاس البالي ويعتبر بوابة المدينة لمحافظته على الأصالة ومسايرته للمعاصرة بالابتسامة ورحابة الصدر يتم استقبال الزوار لتكون فاس قبلة سياحية طوال السنة ومزارا لعشاق الأطباق المغربية الأصيلة والفاسية على الخصوص.
أول أيام الشهر الفضيل ركود اقتصادي وإغلاق تام للمحلات التجارية حيث يسود الهدوء الذي يثير القلق في نفوسنا شوارع فارغة من المارة إلا من بعض السيارات وصبايا قلائل ممن رفع عنهم القلم، أما بيوت الله فقد فتحت أبوابها لتكون قبلة للصائمين فمنهم من يجلس القرفصاء وآخر ممدد على الأرض من أجل تقليص ساعات الصوم في انتظار أول آذان المغرب وبعد وجبة الإفطار يتجه المصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح بقلوب متضرعة إلى البارئ عز وجل مستمتعين بأصوات كمزامير آل داوود مستعدين لصوم يوم ثان وهكذا دواليك حتى نهاية شهر رمضان.