الألباب المغربية/ محمد عبيد
اندلع حريق نادر الحجم، اليوم الأربعاء 10 يوليوز 2024 بغابة أزرو، غذته أشغال اللحام، حيث انتشرت النيران، التي أججتها الحرارة والجفاف بسرعة، ودمرت هكتارات من النباتات ذات الأهمية البيئية القصوى.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن الحريق اندلع إثر أشغال لحام بموقع مشجر يسمى توفراغين، بقلب المنتزه الوطني بإفران، بالقطع رقم 96-95-94، على بعد حوالي 15 كلم من مدينة أزرو.
وعلى الفور انتقلت السلطات ورجال الإطفاء إلى مكان الحادث، فتم وضع نظام رئيسي وتعبئة عشرات الرجال والآلات.
وعلى الرغم من جهودها المتواصلة، قاتلت خدمات الطوارئ لعدة ساعات قبل السيطرة على الحريق، والذي تم احتواؤه أخيرًا بعد عدة ساعات من القتال.
ولا تزال نتائج هذا الحريق مؤقتة، لكن من المتوقع بالفعل أن تكون ثقيلة.
وقدرت التقييمات الأولية بأنه ما لا يقل عن 10 هكتارات من الغابات التي كان من الممكن أن تدمرها النيران مما تسبب في أضرار جسيمة للنباتات والحيوانات في هذه المنطقة المعروفة بثروتها من أشجار الأرز والبلوط وغيرها من الأنواع المستوطنة، ولحسن الحظ، لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في هذا الوقت.
وبحسب مصادرنا، فقد أوقفت مصالح الدرك لحاما من أزرو ووضعته تحت الحراسة النظرية في إطار التحقيقات الجارية لتحديد ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات المحتملة.
ويسلط هذا الحريق الدراماتيكي الضوء مرة أخرى على المخاطر المرتبطة بأعمال اللحام في مناطق الغابات، وكذلك على مخاطر بعض الأعمال التي يتم تنفيذها في المناطق المعرضة لخطر الحرائق، خاصة وأن المسؤولين عن هذا العمل هم المسؤولون الأولون عن حماية الغابات وهم من يقودون أعمال مكافحة الحرائق.
كيف يمكن السماح بتنفيذ أعمال اللحام في منطقة الخطر هذه ؟ أين ذهب عمال الغابات ومحترفو الغابات في المنتزه الوطني لإفران؟ من يأذن بماذا ؟ ومن يتحكم بماذا ؟ في هذه المنطقة الحساسة للغاية ؟
وغني عن القول أنه من الضروري اتباع قواعد وإجراءات السلامة الصارمة لمنع مثل هذه الكوارث.
ما مدى شرعية المطالبة بالمحاسبة والذهاب إلى أبعد الحدود لرفع الحجاب عن المسؤولين الحقيقيين والمذنبين عن هذه الكارثة البيئية… بعيداً عن كبش الفداء؟