الألباب المغربية/ حميد اليحياوي
حالة من التذمر تلك التي يعيشها سكان مكناس بدون استثناء من الواقع المزري المعاش الذي آلت إليه المدينة
واقع حطم آمال سكان المدينة في مجاراة باقي المدن المغربية، مدينة بدون حياة مثل جسد بدون روح.
مدينة بإرث تاريخي كبير لا تتوفر عليه باقي المدن الأسوار التاريخية وأبوابها وأبراجها والقصبات والسواقي والنافورات والمساجد والأضرحة وموقع وليلي وزرهون وهلم جرا.
لكن أيادي الغدر وجشع الربح السريع كان وراء تتريك البناء والمجال الإنسان حتى تحولت الى صحراء، مدينة ماضيها أجمل من حاضرها.
مدينة جميلة مثل حسناء جميلة تسلط عليها صعاليك السياسة والمال فاغتصبوها في عرضها ونكلوا بها دون مراعاة الحرمة.. لا طرقات معبدة ومرصفة، لا ضوابط معمارية تحترم، لا حدائق ولا مساحات خضراء، لا مرائب ولا ساحات عمومية، لا مستشفيات ولا معاهد عليا مثل مدينة فاس.
كما يقول المثل علامات الدار على باب الدار، أحياء الفقر والتهميش نتاج تدبير عشوائي ارتكازا على الولاء لسلطة المال والقبيلة والإثنية حولت حاضرة مكناس الإسماعلية إلى قرية وتجمعات قروية لأحياء تعكس أسماؤها من الناحية والدلالة السوسيولجية الواقع الاجتماعي المزري المعاش لسانها يظهر الوجه التعيس للمدينة.
مدينتنا تعرضت لغزو همجي حولها من حالة حضارة الى حالة بداوة.
معنى ذلك أن الذين توالوا على تسيير شأن مكناس وتحكموا في أراضيها وعقارها وتجارتها وبنائها كانوا أعداء أكثر منهم بناؤون فعالون. اللهم خفف ما نزل.
