سليمان الخنوشي
التعليم الالكتروني أحد الحلول الحديثة لتوفير فرص التعلم لجميع الأفراد في المجتمع، وقد شهدت المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال التعليم الالكتروني. ورغم أن هذا التطور يمثل مصدر فخر واعتزاز للمنطقة، فإنه يترتب عليه العديد من التحديات، ومن أهمها تأثير هذا التعليم على الأسرة العربية.
يعتبر التعليم الالكتروني أداة فعالة لتحسين جودة التعليم وزيادة فرص الحصول على التعليم للجميع، ولكنه يترتب عليه بعض التحديات والمشكلات التي تؤثر على الأسرة العربية. ومن أهم هذه المشكلات:
- انعدام الرقابة الكافية: يعد الانترنت والتعليم الالكتروني مفتوحين للجميع، ولذلك يجب وجود رقابة كافية لضمان جودة المحتوى وحماية الطلاب من المحتوى الغير ملائم، وهذا يعد تحدياً كبيراً في بعض الدول العربية.
- قلة التواصل الاجتماعي: يتيح التعليم الالكتروني للطلاب الحصول على المعرفة دون الحاجة إلى التواجد في بيئة تعليمية معينة، ولكنه يؤدي أيضاً إلى تقليل التواصل الاجتماعي الذي يحدث في البيئات التعليمية التقليدية، وهذا يمكن أن يؤثر على تطور الطلاب الاجتماعي.
- عدم توفر البنية التحتية الكافية: يحتاج التعليم الالكتروني إلى بنية تحتية تكنولوجية كافية لضمان سير العملية التعليمية بشكل سلس، وهذا يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية.
نقوم بمتابعة المشاكل التي يترتب عليها التعليم الالكتروني على الأسرة العربية:
- التحديات التقنية: يتطلب التعليم الالكتروني الاستخدام المستمر للحواسيب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وهذا يتطلب أيضاً توفر خدمات الإنترنت بجودة عالية، وهذا يعتبر تحدياً خاصة في المناطق النائية
- الإدمان على الإنترنت: يعد التعليم الالكتروني ممتعاً ومثيراً للاهتمام، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على الإنترنت، والتي قد تؤثر على الأسرة العربية بطرق عدة، مثل الإفراط في استخدام الهواتف الذكية والحواسيب، وقلة الاتصال الاجتماعي.
- التعليم الإلزامي: يعاني العديد من الطلاب العرب من صعوبات في التعلم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تخلفهم عند التعليم الإلزامي، وبالتالي فإن الحل الوحيد يكمن في تطبيق التعليم الالكتروني، وهذا قد يؤثر على الأسرة العربية من حيث زيادة الضغط على الأهل والطلاب.
وبالرغم من هذه المشكلات، فإن التعليم الالكتروني يمثل فرصة كبيرة لتحسين جودة التعليم وزيادة فرص الحصول على التعليم للجميع، وهذا يتطلب تعاون الحكومات والمجتمعات المحلية والمؤسسات التعليمية لتوفير البنية التحتية الكافية والرقابة اللازمة لتحقيق أفضل نتائج في المنطقة العربية.
إضافةً إلى التحديات التقنية والإدمان على الإنترنت، يمكن أن يؤثر التعليم الالكتروني على قيم الأسرة العربية بعدة طرق أخرى، من بينها:
- ضعف الروابط الاجتماعية: يمكن أن يؤدي التعليم الالكتروني إلى تقليل الفرص للطلاب للتواصل مع أصدقائهم وزملائهم في المدرسة، وهذا يمكن أن يؤثر على تطور مهارات الاتصال الاجتماعي لدى الأطفال
- تقليل العمل الجماعي: يمكن أن يؤدي التعليم الالكتروني إلى تقليل العمل الجماعي بين الطلاب، وهذا يمكن أن يؤثر على تنمية المهارات الاجتماعية والتعاونية لدى الطلاب.
- الحفاظ على التقاليد: تعتبر الأسرة العربية محافظة على التقاليد والقيم الثقافية، وقد يؤثر التعليم الالكتروني على هذه القيم والتقاليد، وخاصة فيما يتعلق بالتفاعل الاجتماعي والتواصل الشخصي.
- ضعف الإشراف الأسري: يمكن أن يؤدي التعليم الالكتروني إلى ضعف الإشراف الأسري على الأطفال، وهذا يمكن أن يؤثر على التربية والتنشئة الصحية للأطفال.
ومن أجل تجاوز هذه التحديات وحماية قيم الأسرة العربية، يجب على الأهل والمجتمعات المحلية والمؤسسات التعليمية التعاون سوياً لتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية وتعزيز الروابط الاجتماعية والتواصل الشخصي بين الطلاب، كما يجب على الحكومات والمنظمات الدولية دعم وتوفير البنية التحتية الكافية والرقابة اللا
زمة للتحكم في جودة التعليم الالكتروني، وضمان توافر التقنيات اللازمة والتدريب المناسب للمعلمين والأهل على استخدام التقنيات التعليمية بطريقة صحيحة وفعالة
ويجب أيضًا التأكد من توفير برامج تعليمية متكاملة وشاملة تغطي كافة المجالات الأكاديمية والتربوية، والتي تعتمد على التفاعل الاجتماعي والتواصل الشخصي بين الطلاب والمعلمين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأسرة العربية أن تتخذ بعض الإجراءات للحفاظ على قيمها وتراثها الثقافي، ومنها:
1- تحفيز الأطفال على قراءة الكتب والمجلات التي تعزز قيمهم الثقافية والأخلاقية.
2- التركيز على التفاعل الاجتماعي والتواصل الشخصي داخل الأسرة ومع المجتمع المحلي.
3- تعزيز التعلم النشط والتفاعلي بين الأطفال عن طريق إجراء أنشطة وألعاب تعليمية وتحديات تنمي مهاراتهم الاجتماعية والتعاونية.
4- المساهمة في تنظيم الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية للأطفال، والتي تساعد على تعزيز روابط الأسرة والمجتمع.
5- التحفيز على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وفعال وتقييم استخدامها للحفاظ على قيم الأسرة العربية وتراثها الثقافي.
وفي النهاية، يجب علينا جميعًا العمل معًا للحفاظ على قيم الأسرة العربية وتراثها الثقافي، وتعزيز التعلم النشط والتفاعلي بين الطلاب، والحفاظ على التقاليد والقيم.