بلال الفاضلي
الجماعة الترابية تمكروت، التابعة إداريا لإقليم زاكورة، ضمن جهة درعة تافيلالت، تبعد على بعد 18 كلم جنوب مدينة زاكورة.
وعلاقة بالموضوع، تضم البلدة المذكورة، مجموعة من المصالح، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كالمعهد الحبسي بتمكروت للتعليم العتيق، وخزانة الزاوية الناصرية، والمساجد…، الأخيرة تشغل عددا من الأشخاص، منهم أساتذة المعهد الحبسي سالف الذكر، هؤلاء لم يصل راتبهم الشهري الى الحد الادنى للأجور، بالإضافة إلى باقي العاملين المحسوبين على الوزارة المعنية.
وفي سياق متصل، فإن هزالة الأجور التي لا تتجاوز 1.500 درهم للشهر ، لا يتوصل بها العاملين منذ مدة، قد تصل أحيانا إلى أربعة أشهر، مما يؤثر سلبا على قدرتهم الشرائية، فيضطر هؤلاء المتضررين البحث عن مصدر رزق آخر في أوقات الفراغ، كالعمل في ورشات البناء وغيرها ،أو يلجؤون كرها إلى الاقتراض من مؤسسات القروض، مما يعمق من معاناتهم الاجتماعية.
وأمام هذه الحالة الاستثنائية، فإن هؤلاء العاملين يعانون في صمت، ولا يستطيعون رفع شكاياتهم للجهات المعنية، مخافة تعرضهم للطرد في أية لحظة، وفي هذا الصدد، صرح أحد العمال رفض الكشف عن اسمه، لجريدة “الألباب المغربية”، قائلا: ” نحن على مقربة من عيد الأضحى، بحيث توقفت أجورنا لمدة ثلاثة أشهر، ويسود تخوف كبير في صفوف العديد منا بسبب ارتفاع أسعار بيع الأضاحي، وغلاء أسعار كل المنتوجات بدون استثناء، وفي ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتأزمة، ومن خلال هذا الوضع الصعب، ليس بمقدورنا اقتناء خروف العيد، اذا لم تصرف رواتبنا”، وتابع المصدر ذاته في نفس الوقت، أن: “الوزارة الوصية على القطاع، لا تسدد كل الأشهر مرة واحدة، زد على ذلك اننا نعاني من إشكالية الترسيم، ولا نستفيد من معاش التقاعد”.
حري بالذكر، أن هذه المعاناة تنضاف الى ما تشهده بلدة “تمكروت” من إشكالية العطش والتهميش والهشاشة التنموية، منذ عقود طويلة دون أي حلول تذكر، والمسؤولين الذين يتحملون التدبير والتسيير، لا يتكلمون عن مصير هذه المصالح التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الأخيرة التي تعد أغنى وزارات المغرب، تعجز عن تسديد أجور هؤلاء العاملين، بل أكثر من هذا، فهي ماضية في محو تاريخ هذه القرية التاريخية، فالمعهد الحبسي للتعليم العتيق، يعيش حالة احتضار بعدما كان يستقبل العديد من الطلبة من كل بقاع المغرب، خاصة جهتي سوس ماسة، وطنجة تطوان الحسيمة، فها هو الآن (المعهد) يقتصر على استقبال المطرودين من مؤسسات التعليم العمومي من أبناء تمكروت.