عرف متحف الاتحاد المغربي للشغل بمدينة الدار البيضاء، الإثنين الماضي، افتتاح الجناح الدائم لدولة فلسطين، وذلك لتوثيق كبرى محطات النضال الفلسطيني في علاقته بدعم المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس وقبله الملك الراحل الحسن الثاني والشعب المغربي وكذا الطبقة الشغيلة المغربية لمساندة القضية الفلسطينية العادلة.
هذا وقد حضر حفل التدشين الذي أداره الميلودي مخاريق كل من الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل على شرف سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، والمدير المكلف بتسيير بيت مال القدس الشريف، محمد السالم الشرقاوي، حيث تم استعراض مجموعة من الصور النادرة التي تؤرخ لأبرز المحطات والشخصيات التي بصمت الكفاح الفلسطيني، هذا بالإضافة إلى مجموعة من القطع التي تبرز عمق وتجدر العلاقات المغربية الفلسطينية، حيث واكب حفل التدشين، مهرجان خطابي لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، والعلاقات المغربية الفلسطينية خاصة على المستوى النقابي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي المخاريق، على أن هذا المهرجان الخطابي يأتي للتعبير عن التضامن اللامشروط للطبقة الشغيلة المغربية مع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن المبادرة لتنظيم هذه التظاهرة تأتي في سياق تعزيز العلاقات المغربية الفلسطينية، وكذا إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات من أجل إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى الأجيال الصاعدة، وأن تدشين جناح دائم لفلسطين بمتحف الاتحاد المغربي للشغل يروم التعريف أكثر بالقضية الفلسطينية توثيقها وكذا الحفاظ على أرشيفها وتطوراتها المرحلية.
وشدد المخاريق على أن الاتحاد كان وما يزال في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وستبقى مواقفه ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، على اعتبار العلاقات “الجد وطيدة” مع اتحاد نقابات عمال فلسطين، التي تدخل في صلب العمل النقابي كما تشكل أحد أهم أوجه التعاون والتنسيق بين النقابتين المغربية والفلسطينية في مختلف المؤتمرات والمحافل المحلية والدولية.
من جهته، سلط سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، الضوء على أبرز محطات القضية والكفاح الفلسطيني، مشيرا إلى أن المبادرة المنظمة بشراكة مع الاتحاد المغربي للشغل تأتي لتوضح للعالم أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في هذه القضية، وأن العمق العربي والإسلامي، وعلى رأسه المغرب، حاضر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني إلى أن يعود الحق إلى أصحابه، مبرزا أن هذه المناسبة تعد أيضا نصرة من الطبقة الشغيلة المغربية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال محمد السالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير بيت مال القدس الشريف، إن هذه المبادرة تعبر عن انخراط النخبة المغربية بكافة تلاوينها ومرجعياتها في الدعم الثابت والقوي لأشقائنا الفلسطينيين، معتبرا أن هذا يشكل تجسيدا لتاريخ مجيد من ارتباط المغاربة بقيادة ملوك الدولة العلوية، بالقضية الفلسطينية وبنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدا بالقول إن “وكالة بيت مال القدس شاهدة على المجهود المغربية الموصولة والمستمرة منذ سنوات لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مبرزا أن إقامة الاتحاد المغربي للشغل لجناح الذاكرة الفلسطينية بمتحف الاتحاد يحفظ هذه الصلات ويكرس الروابط بين البلدين، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بروابط قوية متجذرة وثابتة بين المغاربة والفلسطينيين، لا تقوم على الشعارات ولا على المواقف الظرفية.
هذا وقد تميزت هذه التظاهرة بمشاركة، نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، عبد الحفيظ ولعلو، والأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، ورئيس الاتحاد العربي للنقابات، سعد شاهر الذي شارك بمداخلة عن بعد، بالإضافة إلى أعضاء السفارة الفلسطينية بالمغرب، وأعضاء من الجالية الفلسطينية المقيمة بالمملكة، وأعضاء الاتحاد المغربي للشغل، وممثلي المجتمع المدني.