بلال الفاضلي
تعد تمكروت التابعة لإقليم زاكورة معلمة تاريخية بالجنوب الشرقي، بها مآثر تاريخية قل نظيرها، خزانة المخطوطات الجلدية التي تضم منذ تأسيسها على 60 ألف مخطوط، بعضها خط بماء الذهب، وعمرت لأكثر من 400 سنة، بقي منها الآن 4000 مخطوطا، أين اختفت المخطوطات الأخرى ؟ سؤال يطرحه مثقفو تمكروت ويبقى الجواب معلقا إلى أن يكشفه التاريخ.
كما تضم المدينة مساجد القرية السبعة بالإضافة إلى ضريح مؤسس الزاوية الناصرية أحمد بن ناصر الدرعي، ولا ننسي معمارها التاريخي والمتمثل في القصبة التحت أرضية، كل هذه التحف تجلب إليها السياح من كل البلدان العالمية الذين ينبهرون لعظمتها وقيمتها التاريخية وصمودها أمام عوادي الزمن وتفيد الروايات أن نقباء الزاوية الناصرية عمدوا إلى بناء مخازن وضعوها فيها مخافة أن تمتد إليها يد المستعمر، ففلتت من براثينه، إلا أن هذه الذرر لم تنل قسطها من العناية اللازمة من طرف الوزارة الوصية ولم يتم استثمارها من لدن الطلاب الباحثين لصعوبة المساطير، وصلة بالموضوع تضم تمكروت معهدا للتعليم العتيق كان فيما مضى قبلة لطلاب العلم من إفريقيا جنوب الصحراء ومن المغرب حيث تخرج منه علماء مغاربة وقضاة وأساتذة، أضف إلى ذلك معملا للصناعة الخزفية ذات الطلاء الأخضر والذي تجاوزت شهرته الحدود.
أما إذا غادرنا تامكروت شرقا فهناك الصحراء بكثبانها الرملية التي يشد الرحال إليها غير آبهين بمغاور الصحراء كتاب السيناريو حيث السكون، بالإضافة إلى عشاق ركوب الأمواج الرملية والمغامرات عبر تنظيم الراليات، لكن ما يحز في نفوس الباحثين في مجال السياحة ضياع هذه النفائس في متاهات لوبي يبحث عن الدرهم ولو على حساب هذه الذرر بلجوئه إلى الحيل الخبيثة التي تجعل السائح يغير وجهته إلى مكان آخر أو دولة أخرى وهذا ما حدث بزاكورة، هرب السائح نظرا لانتشار أشخاص لا علاقة لهم بالسياحة.
أضف إلى ذلك عدم اهتمام الجهات المسؤولة بالقطاع، مما جعله يتخبط في مشاكل هو في غنى عنها.