الألباب المغربية/ سعيد ٱيت حمو
شاء القدر أن تهتز الأرض تحت أقدام سكان الحوز وما يجاورها، امتدت الهزة الأرضية إلى المدن الكبرى دون خسائر بفضل القدرة الإلاهية. للأسف تهاوت المساكن القروية بدواوير الحوز القريبة من بؤرة الزلزال كدواوير ويرغان وأسني وإيغيل وتافنغولت و….. واللائحة طويلة… توفى الله إليه من أبناء هذا الوطن من كان أجله محتوما يوم التاسع شتنبر 2023 ورحلوا الى دار البقاء ودعواتنا لهم بالمغفرة والتواب والرحمة تتبعهم إلى مقامهم الأخير… بات معظم المغاربةبالعراء ومسامعم تتطلع لخبر يأتي من هنا أو هناك، آملين أن تكون الرجة بلا عواقب وخيمة، لكن للأسف أتت الأخبار كالرياح المعاكسة لشهوات السفن… موت ودمار وهلع… مداشر تحت الأنقاض…. هب المغاربة عن بكرة أبيهم لدعم إخوانهم، تجند الجميع من قوات مسلحة ملكية ووقاية مدنية وقوات مساعدة ودرك ملكي وإدارة ترابية وأمن وطني وإدارة المياه والغابات ومجتمع مدني وشركات خاصة و….( التراتبية هنا لا تعني أي تصنيف حسب الأهمية). هبت كل أطياف الشعب المغربي وقائدهم، ملك البلاد وعاهلها، في المقدمة لتضميد جراح هذه المنطقة الغالية من الوطن… ومنذ الصباح الموالي للفاجعة أصبح لهذا الوطن قلب واحد ولو تعددت الأجساد… عقل واحد ولو تعددت الرؤوس… إلتف الجميع حول عاهل البلاد ونزل الكل لخندق واحد… خندق الشرف، مناصرين من هم تحت الأنقاض أحياءا كانوا وأمواتا، في ملحمة أبهرت العالم الذي إنقسم إلى قسمين: شرفاءا معجبين بتلاحمنا ووقفوا له إجلالا وإحتراما مباركين ومنوهين، وأنذالا قطعت الغيرة أوصالهم ومزق الحسد أحشاءهم قصفونا بسموم شرورهم عبر أبواقهم المتعفنة…. رآى العالم بأم أعينه أن ما يعبر عنه المغاربة من تلاحم مع عرشهم وما يعبر عنه العرش من خدمة لرعاياه ليس مجرد تعابير لغوية تؤثت النشرات الإخبارية والمقالات الصحفية، بل هو واقع لا لبس فيه… تلاحم العرش والشعب يضرب جذورا في التاريخ، نحن على العهد منذ أربعة قرون رغم الدسائس والمكائد والكمائن…. رغم الزلازل والأعاصير… رغم النوائب والشدائد…. اليوم يعلم العالم أن دماء الملك تجري في عروق أبناء وطنه… هو من لا يبخل على وطنه بالغالي والنفيس… إنه الملك المواطن، الرجل العظيم بتواضعه…. لنا الشرف أن نعيش تحت راية هذا الوطن حيث يفدي عاهله رعاياه بدمائه…
دماء ملك بعروق رعاياه
اترك تعليقا