الألباب المغربية/ سيدي إفني
منذ زمان ومدينة سيدي إفني حاضرة ٱيت باعمران، ورغم ترقيتها إداريا من باشوية التي حظيت بها بعد عودتها للوطن الأم سنة 1969 إلى عمالة، فلم تعرف أية تنمية أو استقرار لساكنتها، التي ظلت موزعة بين المدن الصحراوية المجاورة.
وقد عجزت كل المجالس السابقة عن فك شفرة التهميش والإقصاء المضروب على المنطقة، التي قدمت كوكبة من الشهداء من أجل الدفاع عنها، إبان حقبة الاستعمار الإسباني، أو في حرب الصحراء.
تضحيات أبناء ٱيت باعمران الأشاوس لم يأخذها المسؤولون بعين الاعتبار، ما جعلها نموذجا للأقاليم الصحراوية التي طالها الإهمال والنسيان لفترة طويلة، وانعكس سلبا على ساكنتها التي هجر جزء منها الى كليميم والعيون، بحثا عن واقع أفضل من الذي تعيشه الساكنة المحلية، ونفس الشيء قام به عدد من شباب المنطقة الذين كانت قوارب الموت هي وجهتهم المفضلة.
وأمام هذا الواقع المزري، الذي تعيشه ساكنة سيدي إفني، التي تعتمد على ما يقدمه لها البحر من ثروة سمكية متواضعة، رغم أن جزء كبير منها يعرف طريقه نحو المدن الأخرى، والفلاحة المتواضعة التي تعتبر نبتة الصبار هي أهم مزروعات المنطقة. لكنها تلقت ضربة قاسية بفعل الحشرة القرمزية لأزيد من سنتين، فضلا عن تحويلات بعض المهاجرين من أبناء المنطقة التي تشكل لقمة العيش لجزء يسير من ساكنة سيدي إفني.
وفي ظل الوضع المقلق، الذي ظلت تعيش عليه مدينة سيدي إفني لعدة سنوات، ظهر أحد شبابها في الواجهة السياسية وحمل راية الانقاذ خلال الانتخابات الاخيرة، فتقدم لانتخابات الثامن من شتنبر سنة2021 وحظي برنامجه الانتخابي بثقة الساكنة، ما جعله يشكل أغلبية مريحة داخل الجماعة الترابية لمدينة سيدي إفني التي تبوأ رٱستها.
ومنذ ذلك الوقت وهو يسابق الزمن من أجل أن يخرج مدينته من الإقصاء والتهميش، الذين طالها منذ سنوات.
وقد استطاع أن ينفذ جزء من برنامجه الانتخابي بالعمل على فك العزلة عن عدة أحياء ودواوير، بتوسعة الطرق المؤدية اليها، وتعبيد أخرى.
وقد انصب أيضا اهتمامه على قطاعات الصحة والرياضة والتشغيل، فبادر إلى عقد اجتماعات مع مدبري القطاعات على الصعيد الاقليمي، وجرد كل العراقيل والاكراهات للبحث عن إيجاد حلول لها مع السلطات الاقليمية، أو مع المسؤولين على الصعيد المركزي.
وبخصوص الشأن الرياضي الذي يعد أحد مدبريه، فقد انتزع لجماعته في وقت وجيز، اتفاقية شراكة مع الجامعة الملكية لكرة القدم وعصبة جهة كليميم وادنون، وجماعة سيدي إفني، سيتم بمقتضاها إحداث ملعب لكرة القدم الشاطئية.
وبخصوص تشغيل الساكنة المحلية، فقد كانت له بصمة في قبول اللجنة الجهوية للاستثمار لمشروع وحدة لمعالجة وتعليب أسماك السطح الصغيرة، وهو المشروع الذي سيخلق ما يزيد عن 200 فرصة عمل قارة.
ولن ننسى أيضا جانب تهيئة المدينة والعناية بفضاءتها الخضراء، ومأثرها العمرانية وشاطئها الجميل الذي حظي باللواء الأزرق للمرة السادسة على التوالي.
حاضرة ٱيت باعمران تكون قد تنفست الصعداء في الشهور الأخيرة، أي بعد 24 شهرا من رئاسة إبنها البار “رشيد بطاح” الذي عرف بجديته وحزمه وعمله الميداني، الذي شكل به استثناء داخل المنظومة إدارة الشأن المحلي بجهة كليميم وادنون.
حاضرة ٱيت باعمران تتنفس الصعداء بانتخاب بطاح على رأس جماعتها الترابية
اترك تعليقا