الألباب المغربية/ زهور حاليم
إن صمت المثقفين وتواريهم عن المشهد السياسي أو بمعنى آخر عزوفهم عن الانتخابات لعبت فيه الأحزاب السياسية دور كبير في ابعاد المثقف او المفكر ذو الأيديولوجية المستقبلية لأنه يتعارض مع مصالحهم وحتى لا يتدخل في امورهم النفعية المباشرة والطوعية …..هذا الفهم الحزبي المغلوط هو الدي ادى بفئة كبيرة من مفكرين ومثقفين واساتدة إلى عدم الانخراط في الحياة السياسية …
لأنه دور المفكر او المثقف هو التفكير في الميكانيزمات التي من شأنها إرساء العدالة الاجتماعية بحيث يعتبر بوتقة للتغيير والتحول واداته هي ان يكون نقديا لما هو في صالح مجتمعه فهو لا يتحرك من أجل تغيير القواعد بل ليصحح الاختلالات … لدلك نجد المثقف شبيه لما وقع في أوربا في القرن الثامن عشر خصوصا فرنسا حيث واجه فولتير منظومتين قويتين النبلاء والكنيسة من جهة وكانت انذاك المشاكل هي حرية التعبير والعدالة الاجتماعية….
هذا ما اصبح الٱن متجاوزا بفضل الطفرة القوية التي عرفها ميدان حقوق الإنسان وكدا التعديلات التي جاء بها دستور 2011 …الا ان المواجهة التي تقف حجرة عثراء في دور المفكر من أجل تخليق الحياة السياسية العامة هو الاعتماد في الانتخابات على تزكية النخبة والمقصود هنا الأعيان دون اعتبار لأي معايير تعطى لأنه هدفهم هو حصد العديد من المقاعد من أجل تمثيلية اكبر كما أن الجهل و الظروف الصعبة التي تعيشها الطبقة الهشة مازالت تعطي الولاء للاعيان في سبيل خدمات بسيطة هي في حد ذاتها من حق المواطن لدلك وبصفة جزمية يجب على المثقفون سواء استادة أو موظفون او دكاترة او مواطنين لهم من الحس والوعي الكفيل من أجل المشاركة في الانتخابات وعدم ترك الساحة فارغة أمام أناس لا يمتون لخدمة الصالح العام بصلة حتى يمكن أن نقطع مع هاده التصرفات الغير العقلانية التي تكرس الجهل والأمية من أجل الحفاظ على النفعية الشخصية والمصلحة الخاصة وليس ما يرجى منه كمواطن انتخب وأصبح في موقع القرار من أجل النهوض بهادا الوطن الحبيب وارجاع ماء الوجه والكرامة الانسانية لهادا الشعب الغيور على وطنه لأنه فعلا يستحق الافضل أمام باقي شعوب العالم .
قلمي زهور حاليم