الألباب المغربية
اختتمت، مساء يوم الثلاثاء 18 نونبر 2035، فعاليات النسخة الأولى من الأيام الثقافية والاجتماعية والرياضية بمدينة الفقيه بن صالح، والتي نظمها المجلس الجماعي للمدينة بشراكة مع جمعية أم الربيع للتنمية المندمجة، تحت شعار: “روح المدينة… طاقة الشباب والإبداع”. وقد شكلت هذه النسخة مناسبة متميزة جمعت بين الثقافة والفن والرياضة والتكوين والمشاركة المجتمعية، وشهدت حضورًا جماهيريا واسعًا أكد قدرة المدينة على احتضان فعاليات متعددة الأبعاد تستفيد منها مختلف الفئات العمرية والمهنية.
وانطلقت فعاليات الأيام مساء يوم الخميس 13 نونبر بالمركب الثقافي، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، بحضور السيد عامل إقليم الفقيه بن صالح محمد قرناشي، وعدد من الشخصيات المنتخبة والسلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني. وتميز حفل الافتتاح بتنظيم معرض للوثائق والصور التاريخية التي توثق مسار المدينة والمملكة، إلى جانب معرض لفنانين تشكيليين محليين قدموا لوحات وجداريات تعكس الذاكرة الجماعية وروح المسيرة الخضراء. كما تم عرض “الملحمة الكبرى”، الذي جسد محطات مضيئة من تاريخ المغرب بمشاركة شباب المدينة، إلى جانب الفيلم السينمائي الطويل “قصة وفاء: للوطن حدود… وللصبر حدود”، الذي تناول معاناة المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، وأسهم في خلق تفاعل كبير لدى الحاضرين.
خلال الأيام التالية، استمرت الفعاليات بعروض مسرحية وفنية متنوعة، حيث شهد المركب الثقافي عرضا مسرحيًا وثائقيًا لفرقة النون والفنون بعنوان “المعجزة”، احتفاء بالمسيرة الخضراء، إضافة إلى عرض مسرحية “الشرجم” لفرقة جمعية الفن والموضة.
وأشاد رئيس المجلس الجماعي، رحال مكاوي، بالأداء المتميز للفنانين المحليين وبالحضور الواسع للمواطنين، مؤكدا أن هذه الأيام تمثل منصة لإبراز الطاقات المحلية والمواهب الشابة وتعزيز روح الانتماء الوطني، معربا عن تطلعه لتوسيع المشاركة في النسخ المقبلة وإشراك وجوه جديدة لضمان استمرارية دينامية ثقافية ورياضية وفنية شاملة.
وعلى صعيد التكوين، اهتمت اللجنة المنظمة بتقديم ورشات تربوية وتكوينية للأطفال والشباب، شملت الرسم، الرقمنة، الإسعافات الأولية، وورشات في التوجيه، إلى جانب دورة تكوينية حول الروبورتاج الإخباري عبر الهاتف المحمول أطرها الصحافي الصديق بن زينة بمشاركة شباب وطلبة الإعلام، لتعزيز مهاراتهم العملية.
كما أضفت الندوات العلمية والأكاديمية بعدا معرفيا متميزا للبرنامج، حيث نظمت جلسات حول الذكاء الاصطناعي، الرقمنة، والأمن السيبراني بمشاركة خبراء محليين وطلاب من المدرسة العليا للتكنولوجيا، إضافة إلى ندوة حول البدائل الفلاحية في ظل التغيرات المناخية ناقشت التحديات البيئية وأساليب الابتكار الزراعي بمشاركة خبراء ومهندسين وفلاحين.
وعلى المستوى الرياضي، شهدت فعاليات الأيام تنظيم منافسات دوري الأحياء لكرة القدم بمشاركة 20 فريقا من مختلف أحياء المدينة، بشراكة مع مدرسة اتحاد الفقيه بن صالح لكرة القدم، وانتهت المباراة النهائية بتتويج فريق حي السعادة، إلى جانب تكريم مجموعة من رواد كرة القدم والمدرب الحالي لاتحاد الفقيه بن صالح عثمان سداد تقديرًا لمساهماتهم في تطوير الرياضة المحلية.
وشهدت جميع الأنشطة والندوات والورشات مشاركة واسعة من ساكنة المدينة، حيث تجاوز عدد الحضور والمستفيدين 5000 شخص، وهو ما يعكس نجاح النسخة الأولى في إشراك مختلف الفئات العمرية والمهنية في تجربة ثقافية ورياضية شاملة.
ولم يغفل المجلس الجماعي التواصل المباشر مع المجتمع المدني، حيث تم تنظيم لقاءات جمعت رئيس المجلس بعدد من الجمعيات المحلية لمناقشة المشاريع الجارية والمستقبلية، مع عرض الميزانيات وفتح باب الأسئلة والملاحظات، في لقاء امتد لأزيد من خمس ساعات ونال إشادة واسعة.
واختتمت الفعاليات بندوة خاصة حول أسرار وكواليس نجاح المسيرة الخضراء قدمها الكاتب والإعلامي الصديق معنينو، تلتها فقرة فنية لمجموعتي الأنسام ولمشاهب، أضفت على الحفل أجواء احتفالية وتفاعلية.
وأكدت الجهة المنظمة أن النسخة الأولى تمثل خطوة تأسيسية لإحياء التواصل بين مختلف الفاعلين المحليين وإطلاق دينامية جديدة للأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية بالمدينة، مع التأكيد على أن النسخة المقبلة ستشهد إشراك كفاءات ومواهب محلية جديدة، بهدف فتح المجال أمام جميع الطاقات الشابة للمساهمة في الارتقاء بالمشهد الثقافي والرياضي والفني بالفقيه بن صالح.
