الألباب المغربية/ عزيز الخطابي
تعيش القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة حالة من الارتباك غير المسبوقة، وكأنها في مباراة شطرنج مع الزمن، تبحث عن قطع جديدة بعد أن تعرضت بعض قطعها للضغوط، مع بدء البحث عن مرشحين بدلاء لعدد من برلمانييها المتابعين في ملفات فساد، يبدو أن الحزب يتنقل بين مربعات الأزمة وكأنها رقعة لعب، لكن القوانين الجديدة التي أقرها المجلس الوزاري وضعت القواعد في نصاب مختلف.
فمنذ أن أُعلنت التعديلات على القانون التنظيمي لمجلس النواب، والتي تمنع كل من صدر في حقه حكم ابتدائي في جناية أو حكم استئنافي في قضايا الفساد المالي من الترشح، أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا. وكأن الحزب كان يعيش في عالم خيالي حيث كان الفساد مجرد شائعات، ولكنه الآن مطالب بمواجهة الواقع العاري.
مع وجود عدد من البرلمانيين في قفص الاتهام، يبدو أن البحث عن وجوه جديدة قد تحول إلى سباق مع الزمن. وفي الوقت الذي يسعى فيه الحزب لاستعادة ثقة الناخبين، يتساءل الكثيرون: هل يمكن لوجوه جديدة أن تُصلح ما أفسدته السنين؟ هل ستنجح القيادة في تحويل هذه الفوضى إلى فرصة، أم ستظل تدور في حلقة مفرغة من الوعود والشعارات؟
الواقع أن الثقة ليست مجرد كلمة تزين الصحف، بل هي عملة نادرة في عالم السياسة. ومهما حاول الحزب التعتيم على فضائحه، فإن الناخبين أصبحوا أكثر وعيًا وتمييزًا. ومن هنا، يصبح التعامل مع قضايا الفساد أمرًا ملحًا، إذ يتطلب الأمر استراتيجية واضحة، وشفافية في التعامل مع القضايا المطروحة، كأنهم يحاولون إقناع جمهورهم بأن اللعبة لم تنتهِ بعد.
لكن، في النهاية، هل تستطيع القيادة الحالية أن تنقذ نفسها من هذه المأزق، أم ستظل تدور حول نفسها، بينما تشهد رقعة الشطرنج تغييرات قد تقلب الموازين؟ ربما حان الوقت ليكتشف الحزب أن الفساد ليس مجرد لعبة، بل هو امتحان حقيقي يتطلب من الجميع التحلي بالنزاهة والشفافية، وإلا فإن مصيرهم سيكون كقطع الشطرنج التي تظل محاصرة بلا أمل في النجاة.