الألباب المغربية/ محمد عبيد
في الوقت الذي شهدت فيه مستشفيات عديدة بالمملكة تزويدها بمعدات طبية متطورة وتوظيف كفاءات جديدة في مختلف التخصصات، يظل مستشفى 20 غشت على حاله رغم مرور أكثر من شهر على إطلاق برنامج الإصلاح الشامل. وفقًا لتقارير محلية، يعاني المستشفى من خصاص حاد في الأطر الطبية، معدات متقادمة، واكتظاظ في أقسام الاستقبال والطوارئ، إلى جانب شكاوى متكررة من المواطنين دون تدخلات ملموسة.
إلى جانب توقف العديد من العمليات الجراحية وغياب أطباء متخصصين، مما يجبر السكان على التنقل إلى مدن بعيدة مثل فاس أو مكناس أو اللجوء إلى القطاع الخاص..
هذا الإقصاء ليس حدثًا معزولًا، إذ يأتي في سياق تاريخي من التهميش التنموي لإقليم إفران، حيث حُولت مشاريع صحية وتنموية إلى مناطق أخرى رغم الحاجة الملحة هنا. ومع ذلك، أكدت مصادر رسمية أن المستشفى قد استفاد مؤخرًا من تسليم معدات طبية في الأسبوع الأول من غشت 2025، مما يُشير إلى بداية استدراكية محتملة، لكنها لا تزال غير كافية لمواجهة التحديات الجذرية.
*تساؤلات الساكنة ومطالبات الإنصاف؟
أثار هذا الواقع استياءً واسعًا بين ساكنة الإقليم، التي تتساءل عن أسباب هذا الإقصاء المتعمد، خاصة في ظل التوجيهات الملكية التي تؤكد على العدالة المجالية. “لماذا يُقصى إقليم أزرو من مشاريع النهوض بالقطاع الصحي؟”، “من يتحمل مسؤولية هذا التهميش؟”، “ولماذا لا تصل الإصلاحات إلى حيث الحاجة أشد؟”، هذه الأسئلة الرئيسية التي تردد في الشارع المحلي، مدعومة بمبادرات مدنية وحقوقية داعية إلى وقفات احتجاجية أمام المستشفى للمطالبة بتوفير جميع التخصصات الطبية والأطر الكافية.
من جهة أخرى، يُجمع الفاعلون المحليون على أن إقليم إفران، بموقعه الاستراتيجي ومؤهلاته الطبيعية والسياحية، يستحق مكانة أبرز في خريطة التنمية الوطنية، لا سيما في مجال الصحة الذي يمس حياة المواطنين مباشرة.
وفي هذا السياق، أقر الوزير التهراوي بـ”الصعوبات الحقيقية” في العالم القروي، مشيرًا إلى الخصاص في الموارد البشرية والتحديات الجغرافية، مع الإعلان عن منجزات وطنية مثل افتتاح مستشفيات قرب في مناطق أخرى، مما يعزز الأمل في توسيع هذه الجهود إلى إقليم إفران.
- آفاق الإصلاح: بين الوعود والحاجة إلى التنفيذ
منذ شهر (بتاريخ الثلاثاء 9 شتنبر 2025)، كان أن قام الوزير أمين التهراوي، بزيارة للمستشفى الإقليمي 20 غشت بأزرو التابعة لإقليم إفران بجهة فاس-مكناس، وجاءت هذه الزيارة تنفيذًا للتعليمات السامية للملك محمد السادس نصره الله وتعزيزًا لدعوة إصلاح شامل للقطاع الصحي، إلى الوقوف على الواقع الحالي للبنيات التحتية الصحية والخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
يذكر أن المستشفى الإقليمي 20غشت بأزرو تم تجديد بنايته وتوسيع مرافقه وطاقت بهدف ساكنة تتجاوز 16 ألفا نسمة بطاقة استيعابية تصل إلى 150 سريرًا، إذ يُعَدُّ محورًا أساسيًا للرعاية الصحية في المنطقة، إلا أن الزيارة الأخيرة للوزير على القطاع ألقت الضوء على تناقضات حادة بين الجهود الوطنية للإصلاح والواقع المحلي الذي يعاني من إقصاء غامض. فقد عقد الوزير اجتماعًا مع المندوب الجهوي والمديرة للمستشفى والأطر الطبية، حيث تم تبليله بإغلاق عدة مستوصفات قروية في الجماعة المجاورة واد أفران، مثل مستوصفات بوسراف وبوكاوار وبوفرح، مما يفاقم معاناة الساكنة في الوصول إلى الخدمات الأساسية. مع الإشارة إلى تقدم أشغال مشروع مستشفى النهار بمدينة إفران، الذي يقارب الاكتمال بطاقة 70 سريرًا وتكلفة 88 مليون درهم.