الألباب المغربية/ الحسين أولودي
أصدر المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية بلاغا للرأي العام الدولي والوطني، جاء فيه: في أعقاب الرسالة التصعيدية التي وجهها ممثل ما يسمى بـ”جبهة البوليساريو” إلى رئيس مجلس الأمن، بأمرٍ من النظام العسكري الجزائري، والتي أعلنت فيها الجبهة رفضها المسبق لمشروع القرار الأممي المرتقب بشأن قضية الصحراء المغربية، يعبر المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية عن إدانته الشديدة لهذا الموقف الذي يعكس استهتارا خطيرا بالشرعية الدولية، وانحرافا صريحا نحو منطق العصيان المسلح والإرهاب السياسي.
إن أي رفضٍ أو تمردٍ على التوجه الأممي يُعد تحديا سافرا لقرارات مجلس الأمن ومساسا بالسلم والأمن الإقليمي والدولي. وعليه، يؤكد المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية أن المرحلة التي ستلي تصويت مجلس الأمن ستكون واضحة ومباشرة:
* أولاً: اعتبار رفض “البوليساريو” لمخرجات المسار الأممي عملا عدائيا جديدا ذا طابع إرهابي، يستوجب تصنيفها رسميا وفي اقرب الآجال كحركة إرهابية مسلحة وفق مقتضيات القانون الدولي ومعايير مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
* ثانياً: الدعوة إلى إعادة بسط السيادة الوطنية الكاملة على المنطقة العازلة بالوسائل المشروعة، باعتبارها منطقة خارجة عن القانون تُستغل للتهريب وتسلل الميليشيات ونقل السلاح، في خرقٍ سافر لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما يؤكد المرصد أن ما يُسمى بـ”جبهة البوليساريو” برهنت مرة أخرى انها ليست سوى ميليشيات تابعة وخاضعة للنظام العسكري الجزائري، ولا تمثل الصحراويين بأي شكل من الأشكال، إذ إن الصحراويين الحقيقيين هم جزء أصيل من الشعب المغربي، يشاركون بفعالية في تدبير شؤون أقاليمهم الجنوبية وفي مسار التنمية والديمقراطية والتمثيلية السياسية داخل مؤسسات الدولة المغربية.
إن المغرب، بدعمٍ أممي وإقليمي متنامٍ، لن يقبل بعد اليوم باستمرار منطق الكيانات الوهمية، ولن يسمح بأن تبقى مناطقه الشرقية رهينة لميليشيا مسلحة ومجموعات إرهابية مدعومة من النظام الجزائري تمارس الإرهاب وأنشطة الجريمة المنظمة وتعرقل جهود السلام.
ويدعو المرصد المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته كاملة في مواجهة هذا التصعيد الخطير، من خلال تجريم “جبهة البوليساريو” ومساءلة قادتها عن انتهاكاتهم المستمرة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني، خاصة في مخيمات تندوف التي تحولت إلى بؤر لتجنيد المرتزقة والأطفال والإتجار بالبشر والسلاح.
إن زمن المسايرة والمهادنة قد انتهى، والمرحلة المقبلة ستؤسس لواقع جديد قوامه السيادة الكاملة والشاملة للمغرب على كافة أراضيه، وإدراج “البوليساريو” في لوائح الإرهاب الدولي، بما يعزز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، ويُعيد الاعتبار للشرعية الدولية والواقعية السياسية.
