الألباب المغربية/ مصطفى طه
يلعب المجلس الإقليمي للسياحة أدوارا محورية في تعزيز السياحة وتنميتها على مستوى إقليمي، حيث يعمل على تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية والمحلية، وإجراء الدراسات والمسوحات، وتنظيم حملات الترويج والتسويق، وتطوير الأنشطة والمنتجات السياحية، بالإضافة إلى التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين والقطاع الخاص وصناع القرار لضمان تنمية سياحة مستدامة ومربحة.
علاقة بالمجال السياحي الذي يعد من أبرز الأقطاب الأساسية بإقليم ورزازات، الأخير الذي شهد خلال فترة ما بعد انتشار جائحة فيروس كورونا، تأثرا كبيرا بحيث انخفض عدد السياح الوافدين على الإقليم المذكور بشكل واضح.
صلة بالموضوع، عاشت السياحة بالإقليم، أزمة كبيرة، حيث تضرر العاملون فيه وجميع المهن المتصلة به بشكل كبير جراء الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة، بسبب انتشار الجائحة، بحيث أضحى النشاط السياحي بالإقليم سالف الذكر، يعيش على وقع اضطراب وركود نتيجة ما أسفرت عنه مرحلة التوقف.
رغم هذا الركود المهول، يظل المجلس الإقليمي للسياحة لورزازات يغرد خارج السرب، ويفتقر إلى روح المبادرة والتفاعل مع المهنيين والمؤسسات الشريكة، بالرغم من المؤهلات الطبيعية والتراثية التي تجمع إقليم ورزازات بين جنباته المتناقضات الجغرافية، والتضاريس المختلفة، والحياة الطبيعية المتنوعة. كما يتميز بجباله التي يتجاوز ارتفاع بعضها ألف متر، فضلا عن الكثبان الرملية والصحراء القاحلة والأودية الجافة، وفيها الواحات الجميلة والينابيع الدائمة الصافية.
في ظل سياسة الآذان الصماء التي ينهجها مسؤولو المجلس المشار إليه، تطرح عدة تساؤلات ملحة بخصوص دور هذا المجلس، الذي لم يقدم إلى حدود اليوم أي برامج جادة أو أنشطة صيفية تليق بمستوى طموحات الزوار المغاربة والأجانب وساكنة الإقليم.
غياب إرادة واقعية لدى المجلس الإقليمي للسياحة لورزازات، للنهوض بالمجال، من خلال تشجيع الاستثمار السياحي في العالم القروي، والتسويق الترابي للإقليم، والانفتاح على الطاقات الشابة والمؤسسات المختصة في الترويج الرقمي، وهي أوراش باتت ضرورية اليوم لاستدراك التأخر الكبير، وتجاوز النظرة التقليدية للسياحة كمجرد نشاط موسمي محدود، هذا من جهة.
من جهة أخرى، دعا مهتمون بالشأن السياحي على مستوى إقليم ورزازات النهوض بالقطاع وفق استراتيجيات واضحة، مطالبين في نفس الوقت تدخل عامل الإقليم لتصحيح مسار المجلس الإقليمي للسياحة المذكور، الذي أضحى في نظر العديدين مؤسسة غائبة الحضور وضعيفة الأداء، وغير قادرة على مواكبة التحولات والفرص السياحية التي يزخر بها الإقليم.