الألباب المغربية / رشيد اخراز- جرادة
حينما يصل التعليم إلى الحضيض، لا تنتظر مجتمعًا يزدهر علمًا أو فكرًا أو إنتاجًا، بل كن على يقين أنك ستجد التفاهة تعلو المنابر، وتحتل الشاشات، وتسيطر على عقول الناس.
التعليم ليس مجرد فصول وكتب، بل هو صناعة وعي، وبناء أجيال، وترسيخ قيم. وحين يهدم هذا الأساس، ينهار كل شيء، وتجدنا أمام طوفان من “التفاهات”: برامج تافهة، نقاشات فارغة، قدوات مزيفة، ونجوم صُنعت من اللاشيء.
مجتمع بلا تعليم قوي، هو مجتمع بلا حصانة. يسهل التلاعب به، وجره إلى الصراعات الهامشية، وصناعة أبطال من الورق.
وهكذا صرنا نرى شبابًا يتهافتون على الشهرة الزائفة في مواقع التواصل بدل البحث الاختراع، ومسؤولين يرددون شعارات جوفاء عن إصلاح التعليم دون أن يتحركوا خطوة واحدة.
إن كارثة التعليم ليست في ضعف المناهج وحدها، بل في تواطؤ الصمت، في القبول بالرداءة، وفي ترك أجيال كاملة تتيه بين التفاهة والفراغ.
وعندما يغيب العلم الحقيقي، فلا تسأل لماذا كثرت التفاهة.. فهي النتيجة الطبيعية لانهيار المنظومة بأكملها.
التعليم هو المعركة الحقيقية، إن خسرناها فلن يرحمنا التاريخ، ولن يذكرنا المستقبل إلا كأمة سمحت للتفاهة أن تتسيد على حساب العقل والمعرفة.