الألباب المغربية/ نادية عسوي
لم يعد تأخر القطارات بين الجديدة والدار البيضاء مجرد حالات معزولة أو طارئة، بل أصبح ظاهرة متكررة تُثقل كاهل المسافرين وتضع سمعة هذا المرفق الحيوي على المحك. فليلة أمس فقط، عاش الركاب واحدة من أكثر التجارب قسوة، بعدما وجدوا أنفسهم عالقين داخل القطار من الثامنة مساءً إلى الثالثة صباحًا، أي زهاء سبع ساعات من الانتظار المرير، لقطع مسافة لا تتجاوز مائة كيلومتر.
المسافرون الذين يستعملون هذا الخط بشكل يومي أو أسبوعي يؤكدون أن التأخيرات أصبحت القاعدة بدل الاستثناء… حوادث تقنية، أعطاب متكررة، غياب التواصل الفعّال من طرف الشركة… كلها عوامل تجعل الركوب في القطار بين الجديدة والدار البيضاء مغامرة غير محسوبة العواقب.
الحادث الأخير لم يكن مجرد تأخير عادي، بل أشبه برحلة عذاب امتدت لساعات طويلة. الركاب، ومن بينهم طلبة وموظفون وعائلات، قضوا الليل بين الغضب والقلق والإرهاق، دون أن يتلقوا توضيحات وافية أو حلولًا عملية من إدارة السكك الحديدية. ولعل الأكثر إثارة للسخرية، أن “الاعتذار” تمثل في توزيع قنينات ماء، ما اعتبره المسافرون استخفافًا بمشكل بنيوي يطال المنظومة برمتها.
الخط الرابط بين الجديدة والدار البيضاء يُعتبر شريانًا مهمًا للتنقل بين العاصمة الاقتصادية وجهة دكالة، ومع ذلك، يعاني من ضعف الاستثمار وضعف الصيانة، ما يجعل صور الأعطاب والتأخيرات تتكرر في مشهد يسيء لصورة النقل السككي في المغرب.
أمام هذه الوقائع المتكررة، يظل السؤال الكبير معلقًا: إلى متى سيبقى المسافر المغربي رهينة أعطاب السكك الحديدية، يدفع ثمن اختلالات التسيير وضعف البنية التحتية؟