الألباب المغربية
في مشهد غير مسبوق، اجتاحت موجات من الاحتجاجات معظم المدن الفرنسية. باريس، مرسيليا، بوردو، ليون، نانت… كلها تحولت إلى ساحات غضب شعبي يرفع شعار: “Bloquons Tout” لنوقف كل شيء.
الاحتجاجات جاءت بعد أشهر من الأزمات السياسية والاقتصادية. فرنسا شهدت خلال أقل من عامين تعاقب خمسة رؤساء وزراء، آخرهم سيباستيان ليكورنو الذي خلف فرانسوا بايرو المستقيل بعد فقدانه ثقة البرلمان. هذا الاضطراب السياسي ترافق مع ارتفاع الأسعار، سياسات تقشفية خانقة، وبطالة متزايدة، ما دفع الفرنسيين إلى الشارع.
المتظاهرون قطعوا الطرق، عرقلوا القطارات، وأشعلوا حاويات النفايات، فيما ردّت السلطات بنشر 80 ألف شرطي في أنحاء البلاد واعتقال المئات. لكن الغضب الشعبي لم يخمد، بل ازداد قوة واتساعًا.
ما يميز هذه الحركة أنها جمعت اليمين واليسار والطلاب والنقابات في صف واحد، بعدما فقد الجميع الثقة في الحكومة. إنها ليست مجرد احتجاجات معيشية، بل صرخة وجودية تقول: “لم نعد نحتمل”.
السؤال الذي يطرحه الفرنسيون اليوم: هل تستطيع الحكومة استعادة ثقة الشارع وتهدئة الأوضاع ؟ أم أن البلاد مقبلة على صدام طويل الأمد يعيد رسم ملامح جمهوريتها الخامسة ؟