الألباب المغربية / زينب دياني
تعيش مدينة أبي الجعد، من 3 إلى 7 شتنبر 2025، على إيقاع موسم أبي عبيد الله محمد الشرقي، أحد أبرز المواسم الدينية والثقافية بالمغرب، والذي أضحى موعداً سنوياً يربط الماضي بالحاضر عبر إشعاع ديني وروحي وفني يزخر بالأنشطة المتنوعة.
استهل الموسم فعالياته بإطلاق دروس التوعية الدينية والمحاضرات العلمية بمساجد المدينة الكبرى، أشرف عليها علماء ووعاظ ومقرئون، كما تم تنظيم مسابقة إقليمية في حفظ وتجويد القرآن الكريم لفائدة الناشئة والشباب. وشهد مسجد سيدي سعدون تنظيم حفل ديني كبير تخللته تلاوة جماعية لحزب من القرآن الكريم والدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.
كما قام بزيارة ضريح الولي الصالح سيدي محمد الشرقي، الحاجب الملكي والوفد المرافق له وشخصيات دينية وعلمية، وتم بالمناسبة توزيع مساعدات اجتماعية من طرف الهيئة الملكية لفائدة المحتاجين، إلى جانب تنظيم استعراض فرق الفلكلور الشعبي القادمة من مختلف مناطق المملكة، وإقامة معارض للصناعة التقليدية والفنون التشكيلية.
لم يقتصر البرنامج على الجانب الديني، بل احتفى كذلك بالثقافة والفنون، حيث عرف اليوم ذاته عرضاً مسرحياً تحت عنوان “التعركيبة” بمسرح دار الشباب سيدي حمان، بالإضافة إلى أمسية روحية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخرى صوفية بزاوية الشرقاوي.
كما تم تنظيم مسابقة في صناعة المحتوى الرقمي حول موضوع “أبي الجعد والذاكرة”، إلى جانب إطلاق إذاعة ويب شبابية لتغطية فعاليات الموسم وتنشيط فضاءات الحوار.
تبقى عروض الفروسية التقليدية (التبوريدة) أحد أهم محاور الموسم، حيث قدمت فرق من مختلف ربوع المملكة لوحات تراثية تحاكي أمجاد الفروسية المغربية، وسط حضور جماهيري غفير.
رافق هذه الأنشطة معارض كبرى للصناعة التقليدية بدار الصانعة وبساحة محمد الخامس، أبرزت إبداعات الصناع المحليين في الفخار، الحياكة، الفضة، والمنتوجات المجالية.
هكذا جسّد موسم أبي الجعد 2025 مرة أخرى مكانته كملتقى ديني وثقافي وفني، وفضاء للاحتفاء بالتراث اللامادي المغربي، حيث امتزجت الروحانية بالأجواء الاحتفالية والأنشطة الرياضية والفنية، في تظاهرة متكاملة تُبرز إشعاع مدينة أبي الجعد كقبلة للزوار من مختلف جهات المملكة.