الألباب المغربية/ زينب دياني
تعيش جماعة أغبالو على إيقاع الفعل الثقافي في أبهى تجلياته، من خلال فعاليات المهرجان الثقافي الثاني المنظم في الفترة الممتدة من 20 إلى 23 غشت 2025، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، تحت شعار: “من وهج التحرير… إلى درب التعمير..”.
ما يميز هذه الدورة، التنظيم المحكم لجمعية أمل أغبالو للثقافة والتنمية التي تكفّلت بالشق التنظيمي والفكري للمهرجان، بدعم من جماعتي فم الجمعة وأزود بالمعدات اللوجيستيكية التي وفرت أرضية أساسية لاحتضان الأنشطة، والمشاركة الفعالة لبعض جمعيات المجتمع المدني التي انخرطت في إنجاح البرنامج، إضافة إلى الحضور والمواكبة للسلطة المحلية التي تابعت مختلف الفعاليات وساهمت في توفير الأجواء الملائمة.
ورغم محدودية الإمكانيات، فقد عبّر المهرجان عن إصرار القائمين عليه على جعل الثقافة فضاءً للقاء والإبداع، وإبراز مكانة أغبالو كمنطقة حاضنة للطاقات الفنية والشبابية. الشعار الذي رفعته الدورة يحمل في طياته دلالات عميقة، إذ يربط بين ماضي المنطقة المليء بروح المقاومة والتحرير وحاضرها الذي يتوق إلى مضاعفة جهود التنمية والتعمير، بأغبالو كما يبرز اعتزاز الساكنة بتراثهم المحلي الأصيل الذي يضيء حاضرهم ويقودهم نحو مستقبل أفضل.
سعى المهرجان إلى إحياء التراث المحلي من خلال فقرات فنية وثقافية متنوعة، وإعطاء الكلمة للشباب وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، وخلق إشعاع ثقافي وتنموي يعزز مكانة أغبالو ضمن محيطها الجهوي والوطني. وقد تضمن برنامجه أنشطة ثقافية، فنية، رياضية، تربوية ودينية، بمشاركة فعاليات محلية وجهوية، في أجواء مميزة عكست تعلق الساكنة بتراثها وحرصها على المساهمة في مسار التنمية، كما شهدت المنصة حضورًا جماهيريًا واسعًا تفاعل بحماس مع مختلف الفقرات.
أثبت المهرجان أن الثقافة ليست ترفًا، بل رافعة أساسية للتنمية وأن التراث المحلي بما يحمله من رمزية وقيم قادر على أن يكون منارة للأجيال الجديدة، وبرغم من غياب الدعم المادي والمعنوي المباشر من المؤسسات الرسمية، إلا أن التآزر المحلي بين جمعية أمل أغبالو، وجماعتي فم الجمعة وأزود، وبعض جمعيات المجتمع المدني، والحضور المواكب للسلطة المحلية، جعل من هذه الدورة تجربة ناجحة ومتميزة تؤكد أن المبادرة المدنية قادرة على صناعة الفعل الثقافي بإمكانيات ذاتية وروح جماعية، لتبقى أغبالو وفية لشعارها: من وهج التحرير إلى درب التعمير.