الألباب المغربية:/ سعيد آيت حم
لإقليم شفشاون خصوصياته ولسكانه تقاليده.. فقبل أن يرى إقليم وزان النور كان إقليم شفشاون يمتد إلى حدود إقليم سيدي قاسم حيث كانت دائرة مقريصات وقيادة ابريكشة المجاورة لدائرة وزان تتبعان لشفشاون، بل كان إقليم فاس يحده من جنوبه الشرقي حيث كانت بوقرة المعروفة بأربعاء بوقرة التابعة لقيادة زومي، عاصمة قبيلة بني مستارة، تجاور قبائل بني مزكلدة وتاونات التي كانت تابعة لإقليم فاس، وبالشمال الشرقي للإقليم كانت كل من ثلاثاء بني احمد وباب برد وباب تازة والجبهة وترغة في تماس مع إقليم كتامة الذي كان في بادئ الأمر تابعا إداريا لعمالة الحسيمة….
شفشاون، أو الشاون كما يسميها الشاونيون هي المدينة التي تأوي بين دروبها عمالة الإقليم التي رأت النور بمقتضى ظهور 1-75-688 عند منتصف سبعينيات القرن الماضي. يصنفها المغاربة كقطب سياحي داخلي لما تحمل بين دروبها من رونق أندلسي مغربي أصيل ولما تجود به طبيعتها من مناظر خلابة تطير بعقول الناظرين…. شفشاون هي كذلك معقل للفكر والثقافة حيث بها أحد أقدم الجمعيات الفكرية والثقافية، جمعية أصدقاء المعتمد ابن عباد، ومن أبنائها من ذاع صيته في الأدب كالشاعر عبد الكريم الطبال أطال الله عمره….. شفشاون هي أحد معاقل الطرب الأندلسي وتربعت على عرش الشطرنج خلال ثمانينيات القرن الماضي…. شفشاون هي جوهرة أدبية ونجمة أخلاقية في المملكة الغالية… يرجع كل ذلك لأبنائها المتشبثين بقيم الأخلاق وبمبادئ الفكر والأدب…. وسكان قرى شفشاون لازالوا متشبعين بتقاليدهم المبنية على الإحترام والوقار، بل منهم من لا يرفع عيناه لمخاطبه من الخجل… فإذا قبل أحدهم يد عامل الإقليم فذاك نابع من تشبعه بعادات سلفه… لازال سكان تلك المناطق تقبل أيدي من أكبرهم سنا، ومن هو وصي عليهم ومن يعاملهم بالمعروف… يقبلون يد الطبيب ويد المعلم ويد القائد…. يقبلون يد من يرونه جديرا بالإحترام…. يقبلون يد العامل…. لا يجدون في ذلك حرجا بل يرونه واجبا علما أنهم عند العناد يتلمسون الزناد وعند العداء لا يهابون الفناء.