(*) مصطفى طه
ما أذلَّه اليوم الضمير السياسي في مدينة ورزازات، الذي يباع ويشترى ويساوم في سوق الرقيق، وبأرخص الأثمان على جرائم في حق الحقل السياسي، التي قتله المارقون المجهولون، فبيع الضمائر اليوم صار علنا في محل رفع ونصب وجر، والغريب في الأمر أن من يقوم بكل هذا يصر على تسمية نفسه سياسي، أو أنه يدافع عن تنمية المنطقة وعن الساكنة المحلية، المسؤولية والعمل السياسي منه براء.
واقع السياسة في ورزازات اليوم، أسَّس زمن أحزانه، حيث يدعو إلى الضجر وإلى الحياء وإلى صلاة الجنازة عليه، كيف لا ومن يتظاهرون النضال، ويهللون بشعارات مجانية في كل مناسبة يبيعون ضمائرهم مرضاة لأسيادهم، وتسولا للمناصب، وتسلقا على أطلال الحقائق، يؤلمني حقيقة الاعتراف بأن سيادة الماديات تسمو وتعلو فوق الأخلاق والضمائر الحية، عوض استثمار السياسة إيجابيا، يتم تشغيلها في شراء صمت المرتزقة وميِّتو الضمائر، لبعض ما يسمى السياسيين بالمدينة المذكورة.
ورزازات، المدينة الهادئة، تسير اليوم وفقا لمصالح من يبيع ويشتري بها، ويفرض ما يشاء لمنافعه الذاتية والمادية على حساب الساكنة المحلية من جهة، وتنمية المدينة من جهة أخرى.
مجموعة من السياسيين المحليين، انقلبوا على أنفسهم وخانوا أمانة الشأن المحلي التي تعهدوا عليها جميعا، عندما فضلوا أن يكونوا منتخبين، بقبولهم فتات الذين يسيرون شأن ورزازات، وأسباب ذلك ظاهرة للعيان، فهناك من أعلن استعداده التخلي عن مساره النضالي المزور، خاصة أولئك الذين حمّلوا في وقت سابق رئيس الجماعة الحالي في ما آلت إليه الأوضاع بالمدينة، وفي ما يتعلق بتنزيل أوراش التنمية.
وفي سياق متصل، ابتلي الحقل السياسي في ورزازات على الخصوص بالكثير من المتطفلين ، وتسللت إليه العديد من المخلوقات الارتزاقية، بحيث أصبح فضاء لكسب المال بطرق غير شرعية، متخذين هذا الحقل من أجل الوصول إلى الابتزاز وأنواعه التي لا تنتهي، قصد قضاء مصالحهم اليومية، دون خجل أو أدنى ذرة حياء.
علاقة بالموضوع، هؤلاء المنتخبون يقومون بكل شيء، وأي شيء، لا يهمهم أن يكون ما يقومون به قانوني وشرعي أو غير ذلك، لا يهمهم المواطنون الذين صوتوا لصالحهم في الانتخابات، هدفهم الوحيد هو الحصول على المال مهما كانت الطريقة.
(*) سكرتير التحرير