الألباب المغربية/ محسن خيير
في خرجة سياسية لافتة، خلال ندوة وطنية نظمها حزب الأصالة والمعاصرة يوم أمس السبت 14 يونيو 2025 بمدينة بني ملال، لم يتردد عادل بركات، رئيس جهة بني ملال–خنيفرة وعضو المكتب السياسي لـ”البام”، في توجيه انتقادات شديدة اللهجة لوزراء ينتمون لحزب التجمع الوطني للأحرار، متهماً إياهم بعرقلة مشاريع حيوية داخل الجهة وتغليب منطق الحسابات السياسية على المصلحة العامة، قبل أن يدعو صراحة إلى أن يتولى حزبه قيادة الحكومة المقبلة.
الندوة، التي نظمت تحت شعار “الجهوية المتقدمة: واقع وآفاق”، وشهدت حضورا وازنا لأطر الحزب ومنتخبيه بالجهة، كانت مناسبة استغلها بركات لكشف ما وصفه بـ”اللامبالاة الوزارية” تجاه جهة تزخر بالإمكانات وتنتظر مشاريع كفيلة بإطلاق دينامية جديدة في مجالي السياحة والفلاحة.
وأكد رئيس الجهة المذكورة، بلغة مباشرة، أن وزارة السياحة امتنعت عن التأشير على اتفاقية كبرى للنهوض بالقطاع السياحي في الجهة، رغم أن مساهمتها في المشروع لا تتجاوز 200 مليون درهم من أصل ميزانية إجمالية تناهز 3 مليارات درهم. وقال مستنكراً: “لا يمكننا الاستمرار في التسويق لجهة بني ملال خنيفرة كوجهة سياحية بامتياز، بينما الوزارة الوصية ترفض الانخراط في مشاريع استراتيجية… من المؤسف أن تتبجح الوزارة بإنجازاتها في الجهة، والحقيقة أننا لا نرى لها أثراً”.
وتابع رئيس الجهة هجومه، منتقدا وزارة الفلاحة بدورها، ومعتبراً أنها “خارج منطق الجهوية تماماً”، مشيراً إلى غياب التنسيق والتواصل مع الفاعلين الترابيين، سواء كانوا برلمانيين أو رؤساء جماعات، متسائلاً: “لا نعرف من يُسير هذه الوزارة ولا ما الذي تشتغل عليه فعلياً في الجهة، رغم أن بني ملال–خنيفرة منطقة فلاحية بامتياز، وكان من المنطقي أن تُطلق المشاريع منها وتنسق مع الفاعلين المحليين”.
في المقابل، أشاد بركات بوزارات أخرى يشرف عليها وزراء من حزب الأصالة والمعاصرة، وفي مقدمتها وزارة إعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، والتي اعتبرها نموذجا في التعاون مع مختلف رؤساء الجماعات، دون تمييز حزبي أو حسابات ضيقة. كما نوه بالدور المحوري الذي يلعبه المكتب الشريف للفوسفاط، معتبراً إياه “الشريك الأول والحقيقي للجهة” في إنجاز مشاريع تنموية ملموسة، لا سيما بإقليمي بني ملال وخريبكة.
وفي ختام مداخلته، لم يُخف بركات طموح حزب الأصالة والمعاصرة في لعب دور أكبر على الصعيد الوطني، مؤكدا أن الحزب بات اليوم مؤهلا لقيادة الحكومة المقبلة، مدعوما بكفاءات شابة من النساء والرجال القادرين على حمل مشعل التغيير. وختم قائلاً: “لم لا تكون رئاسة الحكومة المقبلة بيد امرأة من الأصالة والمعاصرة؟ سيكون ذلك مصدر فخر واعتزاز للمغاربة، ولنا جميعاً”.