الألباب المغربية
حين تُذكر الموهبة، يتردد اسمها. وحين يُقاس التأثير، تتقدم الأرقام في صفها. فاطمة الزهراء نعينيع، لاعبة لا تكتفي بالتميز، بل تصنع الفارق أينما وُجدت. في موسمين فقط، تحولت من مجرد اسم واعد إلى أحد أبرز نجوم البطولة النسوية، وجعلت من كل مباراة مسرحًا لإثبات أن المستقبل يحمل توقيعها. إنها جوهرة هلال تمارة التي تخطف أنظار الجماهير والكشافين معًا، وتقترب بخطى واثقة من بوابة المنتخب الأول.
ورغم أن فريقها أنهى الدوري في المركز السابع، إلا أن نعينيع بصمت على موسم مميز، بعدما أحرزت 14 هدفًا في 21 مباراة، محتلة المركز الرابع بين هدافات البطولة الوطنية، والثامن على المستوى العام، رغم غيابها عن خمس مباريات بداعي الإصابة. رقم يكتسب قيمة إضافية عندما نعلم أنها لم تلعب دائمًا كمهاجمة، بل تنقلت بين عدة مراكز حسب حاجة الفريق.
تتمتع فاطمة الزهراء بمرونة تكتيكية لافتة، حيث تُشركها المنتخبات الوطنية في مركز الظهير الأيمن، بينما توظف في هلال تمارة على الجناحين أو حتى في أدوار دفاعية وهجومية متنوعة. قدرتها على التكيف وسرعتها العالية جعلتا منها لاعبة شاملة، يحسب لها المدربون ألف حساب، ويضعونها في صميم خططهم.
هذا التنوع في الأداء، مقرونًا بروح قيادية واضحة رغم صغر سنها، جعل منها واحدة من أكثر الأسماء طلبًا في سوق الانتقالات، رغم أن عقدها لا يزال ممتدًا لموسم إضافي مع فريقها الأم، هلال تمارة.
أما على المستوى الدولي، فقد كانت حاضرة بقوة في مختلف الفئات العمرية: من منتخب أقل من 17 سنة، إلى حمل شارة القيادة مع منتخب أقل من 20 سنة، ثم التواجد كلاعبة أساسية في كل مباريات كأس العالم لنفس الفئة، وصولًا إلى تمثيل المغرب في ألعاب أكرا كأصغر عنصر ضمن منتخب أقل من 23 سنة.
بهذا المسار التصاعدي، وبما راكمته من تجربة رغم سنها، تبدو فاطمة الزهراء نعينيع أقرب من أي وقت مضى إلى حمل قميص المنتخب الأول. ليست مجرد هدافة أو لاعبة واعدة… إنها ظاهرة كروية تُكتب بحروف من ذهب.