الألباب المغربية
حسب مصادر حزبية عليمة أكدت أنه وفي خطوة مفاجئة وغير محسوبة العواقب، قرر أخنوش رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن يهاجم الأمين العام حزب الإستقلال، حليفه في الحكومة وأحد أبرز الوزراء في حكومته، وذلك على خلفية قضية استيراد المواشي، وما تثيره من جدل مفتوح تطور إلى قضية رأي عام.
فبعدما التزم رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار”الصمت” ودعا قادة حزبه إلى الحفاظ على الانسجام الحكومي، قرر في غفلة من الجميع “الهجوم” على الأمين العام لحزب الاستقلال في التجمع الحزبي الذي ترأسه بمدينة الداخلة.
وتضيف المصادر ذاتها، أن اخنوش استغرب في كلمته أن يعمد مسؤول حزبي ووزير مشارك في الحكومة التي يترأسها أن يتحدث بالمعطيات التي قدمها حول دعم استيراد المواشي وتساءل عما إذا كان نزار بركة دون أن يشير إليه بالاسم، يغلط الرأي العام، ولمح إلى أن الأمر يتعلق ب”كذب” أو عدم إلمام بالموضوع، أو كليهما معا، وتحدث عن “العبث” في العمل السياسي، ودعا إلى “المعقول والجدية في العمل السياسي”.
وكان بركة قد تحدث في تجمع حزبي سابق، وفي تصريحات صحفية، على أن الدعم الموجه لاستيراد المواشي قد شهد أعطاب ولم يحقق النتائج المرجوة، بينما تقدر الميزانية التي استهلكها بحوالي 1300 مليار سنتيم، واعتبرت قيادات تجمعية، ومنها الطالبي العالمي، بأن المعطيات التي قدمها الوزير بركة، غير دقيقة، وقدم العالمي معطيات أخرى لكنها اختلفت عن الأرقام التي قدمها لاحقا وزير الفلاحة.
وحسب آخر التطورات في شأن هذه القضية، تشير إلى أن فرق المعارضة دعت إلى تشكيل لجنة تقصي الحقائق حول هذا الملف، بينما اقترحت فرق الأغلبية تنظيم مهمة استطلاعية، ولا تزال فعاليات حقوقية تطالب بفتح تحقيق قضائي لكشف كل المعطيات المرتبطة بهذا الموضوع الذي هز أركان الحكومة. وبات يهدد انسجام الحكومة بشكل واضح بعد الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة، ويبدو أن تصريحات بعض أركان الحكومة حسب المتتبعين بات يشكل مادة دسمة للباحثين عن الإثارة.