الألباب المغربية/ يونس المنصوري
يختلف الزواج المبني على أسس النضج والوعي عن العلاقات السريعة التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبينما يُبنى الزواج التقليدي على مبادئ الالتزام والتفاهم العميق، نجد زواج مواقع التواصل يميل إلى التسرع والسعي وراء المظاهر.
الزواج التقليدي يعتمد على التوافق الحقيقي بين الشريكين، اللذين يختاران بعضهما بعد دراسة وتمعن في الجوانب النفسية والاجتماعية، مدركين أن الزواج هو علاقة طويلة الأمد تتطلب الصبر والشراكة في كل مراحل الحياة. الشريك في هذا النمط يكون مستعدًا لبناء أسرة تقوم على التفاهم والدعم المتبادل، مقدرًا القيم المشتركة، مستعدًا للعطاء وتحمل المسؤولية.
في المقابل، زواج مواقع التواصل يظهر كأنه مبني على عوامل سطحية، حيث غالبًا ما يبدأ باجتذاب صور أو مقاطع فيديو تنقل صورة مثالية، لكنها قد تفتقر للواقعية. فتبدو العلاقات في هذا السياق كأنها تفتقر إلى العمق، ومع مرور الوقت قد تظهر فيها مشاكل مرتبطة بتوقعات غير واقعية، وعدم النضج الكافي في فهم طبيعة الزواج. وعند مواجهة تحديات الحياة، قد يجد الزوجان صعوبة في التعامل مع الواقع، لأن ارتباطهما قد قام على “صورة” أكثر من كونه على “الواقع”.
ففي الزواج التقليدي، يسعى الرجل ليكون مثالاً للرجولة والاحترام، والمرأة تكون شريكة واعية ومتوازنة، يفهمان معًا أن الزواج أعمق من مجرد تحقيق المظاهر، وأنه بناءٌ مشترك يجب حمايته بمودة ورحمة. أما في زواج مواقع التواصل، قد تتغلب العوامل السطحية، حيث يكون التركيز على الصورة الخارجية للزواج والبحث عن الإعجاب، مما يجعل العلاقة هشة في مواجهة الأزمات الحقيقية.
الزواج الحقيقي، المبني على الاحترام والوعي، يهدف لبناء حياة متماسكة تتجاوز المظاهر. أما الزواج السريع عبر المواقع، فقد يفتقر إلى الأسس المتينة التي يتطلبها الاستقرار الأسري الحقيقي، مما يجعل المقارنة واضحة بين استدامة الزواج التقليدي وصلابته أمام تحديات الحياة، وبين هشاشة العلاقات التي تقوم على السطحية والبحث عن الإعجاب.