الألباب المغربية – إبراهيم الدغماني
شهد إقليم طاطا تساقطات رعدية جد قوية، وأدت إلى إحداث تدفقات فيضانية استثنائية، حيث تم يوم الجمعة 20 شتنبر 2024 تسجيل حادثة انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى “واد طاطا”، خلفت، حسب حصيلة مؤقتة، مصرع 5أشخاص، فيما تم إنقاذ 13 آخرين، وتسجيل 11 من الركاب في عداد المفقودين إلى حد الساعة.
هذا وحسب شهادة أحد الركاب الناجين، أكد بأن عناصر الدرك الملكي استوقفوا الحافلة محذرين إياها بعدم المرور نظرا لوجود السيول على مستوى الوادي، وأن السلطات وفرت لهم الإيواء لكافة العالقين في الطريق بمنطقة “تكزمرت”، منبهة الجميع بعدم المرور.
وفي سياق متصل، تحدث المصدر ذاته في رسالته تتوفر جريدة الألباب المغربية على نسخة منها، قائلا، أنه: “في مدخل طاطا وبين المغرب والعشاء و مع صعوبة الرؤية لمحت من النافذة رجال الدرك الملكي يتحدثون مع السائق عن خطورة الوادي، تركوه وذهبوا لتنبيه باقي سائقي السيارات معتقدين انه تفهم الموقف..، طابور ينتظر. ينتظرون من يتزعمهم، من يغامر، من يكون البطل…”.
كما ظهر تسجيل لمساعد السائق، يتهم أن هناك جندي أمرهم بالمرور، وحسب ما توصلنا به أن صاحب التسجيل يسعى لإبعاد التهمة عنه بعدما أكد الناجين أنه هو من دفع السائق إلى المرور وهذا ما أكدته رسالة أحد الحاضرين والناجين من الحادث، حيث قال: “سمعت مرة أخرى نزاعا بين السائق ومساعده… للمرة الثالثة يأخذ المساعد مفتاح الحافلة من مكانها. سمعته يقول اعطني المفتاح ،كم من مرة مررنا من الوادي أكثر وأكثر من هذا، ليس لدي وقتا اضيعه هنا”.
وتابع المصدر ذاته، قائلا: أن: “ركاب الحافلة لا يتحدثون لا يعلقون تاركين قدرهم لقدر السائق، تقدمت الحافلة وبالفعل زغرد باقي سائقي السيارات في داخلهم مشجعين سائق الحافلة، كونه سيفتح لهم الطريق للعبور، على الأقل صمتوا ينتظرون ما سيقع”.
وأضاف المصدر عينه، متحدثا، أنه: “لايزال السائق يتقدم بحافلته في الطريق التي يعرفها ويحفظها عن كتب، والركاب يشاهدون أمواج الوادي الصغيرة من النوافذ، التفت إلى زميله ليقول له بعينيه انظر ماذا قلت لك، الأمر سهل كالمعتاد… فجأة سمعنا معا دوي حجارة على الزجاج الأمامي، اه اه!!! تهشم منه جزء كبير، ارتبك السائق، صمت محرك الحافلة بدأ ينظر إلى صاحبه وإلى الركاب باستغراب، ما هذا ؟… لم يسبق أن حدث معي، إنه القدر يا صديقي كلمة سمعها من أعماق أعماق مساعده.”
إن الواقعة وحسب شهود عيان، تؤكد أن سببها التهور وتشجيع السائق من طرف مساعده بالمرور، رغم محاولات عدة من طرف عناصر الدرك الملكي، ومن سائق سيارة إسعاف الذي حاول منعهم ، إلا أنهم كانوا مصرين على المرور إلى أن وقعت الفاجعة.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الإقليمية لطاطا منذ إعلان النشرة الإنذارية: اتخذت كافة الإجراءات اللازمة والاحترازية ، حيث أكدت مصادر أن عامل إقليم طاطا، أصدر تعليماته لتعزيز الأمن بالقناطر ومنع التنقل بينهما في الفترة التي تعرف وجود السيول والوديان، كما قامت السلطات بفتح إقامة للإواء وإجلاء كافة المواطنين القاطنين في جنبات الوديان.
