الألباب المغربية – محمد الدريهم
في إطار المهرجان الدولي لسينما الشعوب، الذي سيقام بمدينة إيموزار كندر، ينظم نادي سينما إيموزار ندوة علمية حول موضوع “السينما والذكاء الاصطناعي” صباح يوم السبت 23 نونبر 2024 بقاعة اجتماعات مجلس الجماعة الترابية بإيموزار كندر.
وعليه فإن اللجنة المنظمة للندوة ترحب بالمداخلات المقدمة من طرف المساهمين باللغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية، في أحد المجالات الموضوعاتية التالية: رهانات الذكاء الاصطناعي وتجليات توظيفه في السينما، واقع حضور الذكاء الاصطناعي في السينما المغربية والعربية وآفاق إدماجه، تحليل الأفلام السينمائية حول الذكاء الاصطناعي أو الأفلام التي استخدمت آليات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج السينمائي، آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي في السينما وآثاره الإيجابية على تطور الصناعة السينمائية، انعكاسات الذكاء الاصطناعي في السينما وانعكاساته على تدخل الإنسان وحرية الإبداع وتعريف الفن، وأخيراً موضوع الذكاء الاصطناعي بين تحرير العقول واستلابها وتقدم الشعوب واستعبادها.
الموعد النهائي لتقديم الملخصات هو 25 أكتوبر 2024 ويجب إرسال الملخصات إلى Cineimouzzer@gmail. أو
abderrahmane.lem-tioui@gmail.com
ووفقاً لمنظمي هذا اللقاء العلمي، لا يمكن لأحد أن ينكر الانعكاسات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على تطور صناعة السينما. ويقولون إن الذكاء الاصطناعي كان في بعض استخداماته امتداداً لقوة الخيال والإبداع في السينما، حيث أمد خيال المبدع بأدوات تكنولوجية هائلة تستجيب لتطلعات المخرج الفنية وتفتح حرية الإبداع السينمائي على آفاق واسعة من التطور والنجاح.
هذه الانعكاسات الإيجابية، يضيف المنظمون، لم تمنع من إبداء عدد من التحفظات حول ما يسمى بالآثار السلبية للذكاء الاصطناعي، سواء من حيث تقليص حجم التدخل البشري في صناعة السينما، أو من حيث التأثير على حضور الخصوصية الإنسانية والثقافات البشرية داخل الإبداع السينمائي.
وعلى هذا النحو، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في السينما يتطلب إعادة النظر في عدد من المفاهيم والأسئلة التقليدية في ضوء الآفاق الجديدة التي تم استكشافها في عصر التطور التكنولوجي وتداعياته، والتي أدت إلى تغيير عميق في بنية المجتمع والذوق والسلوك الفردي والجماعي.
ويبدو الإنسان نفسه والمفاهيم المرتبطة به كالذكاء والإبداع والحرية والصناعة من أهم الموضوعات التي يثيرها حضور الذكاء الاصطناعي في السينما، كما أن هذا الحضور يعيد استنطاق الجماعات البشرية في ثقافاتها وتاريخها ومكوناتها الحضارية المتنوعة، لأن الذكاء الاصطناعي باعتباره نتاج العقلنة الكونية يهدد هذا التنوع الثقافي ويزيد من تغلغل القوى العالمية المهينة في الخصوصيات الثقافية للجماعات البشرية.
وبالنظر إلى هذا الاستخدام المتحيز للذكاء الاصطناعي في السينما، تضيف الدعوة إلى المشاركة، أصبح إخضاع الناس وتنفيرهم أسهل وأكثر فعالية من أي وقت مضى. علاوة على ذلك، يجب ألا ننسى أن الذكاء الاصطناعي في السينما يضعنا أمام خيارين متعارضين: خيار إيجابي يتجه فيه الذكاء الاصطناعي نحو تحرير الأفراد والشعوب، وفتح عقولهم على العالم من حولهم، وتعزيز الوعي الذاتي والانفتاح الإيجابي على الآخرين، بمعنى تأسيس ثقافة عالمية للتعايش السلمي والعيش المشترك. هذا ما توحي به بعض الأفلام العالمية عن الذكاء الاصطناعي، عندما تلفت انتباه البشرية إلى صراع الإنسان ضد كوارث الطبيعة وتهديد الآلة، وهو الصراع الرئيسي الذي يجب أن يشغل أذهاننا.
كما أن الخيار السلبي في استخدام الذكاء الاصطناعي هو زيادة الاغتراب والسيطرة والهيمنة والتنميط، وهو عمل من شأنه أن يكرس صورة نمطية واحدة للإنسان والجمال والحقيقة والمرأة والعدالة وغيرها من المفاهيم والمعايير والقيم; من شأنه أن يخلق مستهلكًا أحادي البعد، على حد تعبير الفيلسوف الأمريكي هربرت ماركوز، إنسانًا يستمتع بالسينما كمتلقٍ للتسلية، دون أن يكون واعٍ بقضاياها ورسائلها، سواء كانت علنية أو مستترة.
تسعى هذه الندوة إلى إثارة عدد من الأسئلة المرتبطة بأشكال الحضور المختلفة للذكاء الاصطناعي في السينما وسيتم البحث في واقع الإنتاج السينمائي المغربي والعربي من حيث توظيفه لآليات الذكاء الاصطناعي ومدى استيعابه للقضايا المطروحة في الأفلام المعروضة والمنتظرة. سيحاول المنظمون من خلال هذه الأفلام الوقوف على مدى اتساع أو تضييق الفجوة الرقمية من خلال انعكاسها في الإنتاجات السينمائية لمختلف الشعوب، دون أن ينسوا مناقشة آثار حضور الذكاء الاصطناعي في السينما، من خلال التطرق إلى آفاق تطوره في الصناعة السينمائية، والأسئلة التي يطرحها هذا التطور على مستوى الإبداع والحرية والإنسانية والثقافة والفن.
من خلال هذه الأسئلة، سيحاول المشاركون في الندوة مناقشة مختلف التحفظات التي تصاغ ضد الانعكاسات السلبية للذكاء الاصطناعي في السينما، سواء على الفرد أو على الشعوب والجماعات البشرية.